.. وتتواصل أفراح الثورة الخالدة

تتوالى أفراح شعبنا اليمني بذكرى الثورة العظيمة التي توجت نضالاته بالانتصار على سلطة استبدادية كهنوتية مارقة على كل القيم الدينية والإنسانية النبيلة في الـ26 من سبتمبر المجيدة 1962م، وعلى الاستعمار البغيض في الـ14 من أكتوبر الخالدة، الذي حاول عبثا تأكيد وجوده والتأصيل لثقافته في المحافظات الجنوبية من الوطن الحبيب، والتي لا تنسجم بحال من الأحوال مع قيم ومبادئ وثقافة وعقيدة شعبنا القائمة على مبدأ رفض قيم الإذلال والخضوع التي أرادها المحتل وسيلة لإخضاع شعب لا يعرف الانحناء لغير الله، شعب عرفته وقائع التاريخ ومنعطفات مراحله، حرا كريما أبيا لا يعرف الاستسلام والخضوع إليه سبيلا.

الاحتفال بذكرى الثورة اليمنية العظيمة بهذا الزخم الممتد على طول البلاد وعرضها، إنما يؤكد لأولئك الطارئين أن لا مكان لهم- كأدوات للأجنبي- في وطن تشبع أبناؤه بمبادئ الثورة- السبتمبرية والأكتوبرية- التي صنع ثوارها مجدا مؤثلا بالتضحيات الجسام، بالدم المسكوب الذي أروى الثرى، دم الزبيري وعبود واللقية ولبوزة والعلفي وعنتر وشائع وكوكبة حشدها لا يمكن حصره من الشهداء الثوار الذين سيواصل شعبنا الاحتفاء بأمجادهم، والتأكيد بالقسم والفعل النضالي على السير على نهجهم وخط سيرهم النضالي والتضحوي الذي لن يؤدي إلا إلى غاية واحدة فقط هي تخليص شعبنا من أسوأ أدوات مليشية عرفها التاريخ الحديث، مليشيا تصر وبكل انحطاط قيمي على تنفيذ أجندات الأجنبي التي تتغيا السيطرة على هذا الوطن، ونهب خيراته وموارده الاقتصادية، وارتهان قراره السياسي والانتقاص من سيادة أراضيه التي ما عرف الغزاة عليها إلا النكال بأيدي شعب جبار مقتدر على إذاقة المحتل وأدواته في الوضع الراهن وبال تجرؤه على المساس بسيادة الوطن، وكرامة شعبه التي تعانق السحاب، وإرادة تزول بفعلها الجبال..

إن الاحتفاء الذي عاشه شعبنا بالذكرى الـ61 للثورة الـ26 من سبتمبر المجيد سيتجدد زخمه ويزداد اتساع مساحته وحشده بالذكرى الـ60 لثورة 14 من أكتوبر الخالد في كل مدن وقرى الوطن الحبيب، في صنعاء عاصمة اليمن الطبيعية، وسيقدم الاحتفاء بها دروسا قاسية للمليشيا الإرهابية ومن خلفها دولة العمائم السوداء إيران المجوسية، احتفاء تتوحد فيه الأهداف وتتعاظم وتتآزر فيه الإرادات معلنة بصوت واحد يملأ صداه الأرجاء أن لا مكان لمليشيات إرهابية في هذا الوطن الناشد للأمن والاستقرار والعدالة والمساواة التي لا تمييز فيها بين طبقات الشعب، الشعب المؤمن بقيم وأهداف السلام العالي، والتعايش بين الأمم والشعوب التي تعمل هذه المليشيا الإرهابية على زعزعته في البر والبحر عسكريا وثقافيا من خلال التأصيل للإرهاب العابر للقارات في مناهجها الدراسية ومخيماتها الصيفية في أوساط الشباب والطلاب الذين سيصبحون في المستقبل القريب قنابل موقوتها لاستهداف الاستقرار والتعايش في اليمن والمنطقة والعالم.

مقالات الكاتب