في حضرة سبتمبر التحرير
سبتمبريون نحن خلقنا من تراب هذه الأرض المباركة التي ارتوت من غيث النضال الوطني الخالص فتفجرت من ثراها الطاهر أنهار الحرية ، وأطلت من رباها شلالات المساواة والعدالة لتجرف عفن الطبقية ورواسب العنصرية التي زرعتها الإمامة ، ومن هذه الأرض الطيبة ارتوينا ماءً عذباً زلالاً ممزوجاً برائحة الوطن الذي نحبه ويحبنا ، ونعيش فيه ويعيش فينا ، رضعناه صغاراً وعشقناه كباراً ، وتدثرنا به حين هاجمتنا الأنواء ، وعلى جباله وسهوله غرسنا راية النصر عالية خفاقة ، وفي قمم أرواحنا وعلى شغاف قلوبنا وفوق رُبانا الشماء أوقدنا شعلة الثورة السبتمبرية الخالدة ، فأضاءت الأرض بنورها وملئت السماء بعبيرها.
نحبك ياسبتمبر حباً خالصاً أصيلاً يتدفق من أعماقنا كسيلٍ جرارٍ لا تُوقِفُ هديره أوهام الطامحين بإعادة التاريخ للوراء ، ولا تصمد في طريقه بقايا عصر الكهنوت الإمامي البغيض ، نحبك لانك شهدت صيحة الحرية الأولى ، وبيان الجمهورية الأول ، وصوت الانعتاق الأجمل ، وتحت شمسك الساطعة رفرفت وعلت راية اليمن الجديد الخالي من خرافات الإمامة وأوهام الإماميين الذين ارادوا اليمن أملاكاً خاصة بهم دون بقية الشعب ، وأرادوا اليمنيين عبيداً وعمالاً تستوطنهم الأمراض ويطحنهم الفقر ويعشعش في عقولهم الجهل ، فكنت ياسبتمبر المجيد أملاً بعد انتظار ، وفرحة حلت بعد انكسار ، وبشرى لشعبٍ حرٍ أبي رفض الذل والخنوع واختار الغد المشرق بشمس الحرية التي جرفت في طريقها كل خرافات السلالة وادعاءات الإمامة.
نعاهدُك أيها الوطن ونعاهد أنفَسنا ومجتمعَنا أن نظل سبتمبريون لانحيلُ ولا نميلُ ولانتبدل ، نتشربُ حبنا لجمهوريتنا مع كل رشفة ماءٍ ، ونتنفسه مع كل زفرة هواء ، لانأبهُ إن هدّنا تعبُ الطريق ، أو حاولت منعنا خفافيش الظلام ، فنور الثورة السبتمبرية الخالدة يبدد كل ظلمة ، وشمس الحرية الساطعة التي أشرقت صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر لن تحجب نورها محاولات الارتداد عن الجمهورية واستنهاض الإمامة المقيتة.
دمت يا سبتمبر التحرير منارة وعلماً يهتدي به التواقون للحرية ، ويقتفون سبيل الثوار وهم يحملون مشاعل النور ليبددون ظلام الإستبداد ، ويوقفون تغول الإمامة أشخاصاً وأفكاراً ومعتقدات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان.
في ذكرى الثورة السبتمبرية الخالدة ألف تحية للمارد السبتمبري الذي وأد مشروع الإمامة قبل إحدى وستين عاماً ورماها ذليلة مهانة إلى مزبلة التاريخ ، وتحية أخرى للمارد السبتمبري الذي يهيل التراب على ماتبقى منها اليوم .
دمتم سالمين..