سلام زائف

تتوالى تباعا تصريحات المسؤولين الأمميين حول مسألة الهدنة التي تقول تلك التصريحات بنجاحها، وأنها شكلت أرضية مناسبة لإجراء حوار إيجابي لإحلال سلام دائم في اليمن. 

الأمم المتحدة والدول الراعية وحتى دول إقليمية تسعى وراء إحلال السلام في اليمن عند إيران ومليشياتها التي لا علاقة لها بالسلام ولا بمستقبل اليمنيين الذي ينشدونه آمنا مستقرا في ظل دولة عادلة خالية من الفوارق والامتيازات بين الطبقات، كمبدأ إنساني مقر في كل الديانات والثقافات، وهي أجندات إطالة الحرب، وإنهاك اليمنيين لتحقيق نفوذ وهيمنة واستغلال لموانئ البلاد ومطاراتها وجزرها ونهب ثرواتها الهائلة الكامنة في برها وبحرها دون استثناء من خلال العمل على تمكين مليشيا إرهابية باعت نفسها كأجير لكل من يدفع على حساب سيادة الوطن واستقرار وأمن الشعب اليمني.. 

الهدنة المدعاة والسلام المزعوم لم تحترم المليشيا الإرهابية الاتفاقات المتعلقة بتحقيقهما واقعا، إذ ترتكب كل يوم عشرات الجرائم بحق اليمنيين أطفالا ونساء وشيوخا ومدنيين عزلا قتلا بمختلف أنواع السلاح المجلوب من إيران عبر ميناء الحديدة ومطار صنعاء اللذين فتحا تحت يافطة تحسين الظروف الإنسانية لليمنيين الذين لم تتحسن ظروفهم، بل ساءت أكثر من خلال تكميم أفواههم وتأميم مستشفياتهم ورفض تسليم مرتباتهم ومنع دخول كثير من العلاجات المتعلقة بحياتهم الصحية وصولا إلى تأميم الشركات الخاصة والطرد من الجامعات والمدارس وفتح مدارس موازية لتدريس منهج طائفي سيشكل مستقبلا انقساما ثقافيا منتجا لحرب دائمة ومدمرة بين أفراد المجتمع، وكل هذه الممارسات تتم على مرأى ومسمع رعاة السلام في اليمن أمميين ودوليين وإقليميين..  

اليمن أرضا وإنسانا تتعرض لمؤامرة خطيرة وقذرة تستدعي من كل المختلفين الارتقاء إلى مستوى الخطر المحدق بهم جميعا، والعمل على تشكيل كتلة صلبة تضم كل القوى الوطنية للوقوف بحزم أمام هذه المؤامرة التي تتشكل ملامحها أمام أعين الجميع بكل وضوح، وهي مؤامرة سيكون خائنا خيانة عظمى كل من ينفذ أجندات أقطابها الدوليين والإقليميين، أو من يصدق وعودهم الزائفة التي تكشفها حقائق جرائمهم المرتكبة بحق اليمن واليمنيين. 

مقالات الكاتب