انتهت عاصفة الحزم والعدوان .. ماذا بعد؟!
بعد الزيارة التي أجراها وفدان سعودي وعماني إلى عاصمتنا الحبيبة صنعاء يمكن القول أن أهم ثمراتها هو اعادة توصيف الأزمة والحرب في سياقها الصحيح والوحيد أنها أزمة بين الشعب اليمني والعدوان الهاشمي الذي صنع كل هذا الخراب.
أصر الحوثيون محليا ودوليا تعريف المعركة أنها بين السعودية وبينهم، وحاولوا الزعم أنها نشأت عقب تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية نهاية مارس 2015م، فيما الكل يعلم جيدا من هو الذي اسقط الدولة اليمنية في يوليو وسبتمبر 2014 بعد سلسلة من التمردات والتخريب الامامية انطلقت اول رصاتها في منتصف العام 2004م.
شعبنا يعلم جيدا هذه الحقيقة ويدرك كل تفاصيلها، لكن تم الضخ بوسائل وشبكات دجل محلية ودولية على اوسع نطاق للقول أنها حرب خارجية بل وزعم نفسه يمنيا يتحدث نيابة عن الشعب في مناطق سيطرته ويقاوم نيابة عنهم.
اليوم تبددت كل أكاذيبه، وتبخر كل سرابه، فلم يعد هناك عاصفة الحزم، ولا قرن الشيطان ولا ما كان يسميه ابواق السلالة بالعدوان والاحتلال الصهيو سعودي اماراتي امريكي، بل عادت الصفة الحقيقية للحرب.
صار فليتة وسيده يستقبلون الاشقاء القادمين من الرياض ومسقط كوسطاء ورعاة صلح لا كأعداء وخصوم او ذرائع للتنكيل باليمنيين.
انتهت الذرائع التي بموجبها أسقط وهوشم مؤسسات الدولة ونهب معسكرات ومقدرات الشعب وصادر ممتلكات خصومه ومؤسساتهم ومنازل معارضيه واقتادهم الى السجون واختطفهم من الطرقات وهاهو يجد نفسه مجبرا على اعادتها وتعويض المتضررين مما اجرمه واقترفه بذريعة العدوان فلم يعد هناك عدوان.
أما نحن أبناء اليمن فقد صارت قضيتنا أشد وضوحا ولم يعد ثمة انقسام وكل فئات الشعب ذاقت غدر السلالة ولم يعد معها من حليف او مخدوع ابدا كما كان حالها قبل سنوات.
نعم يا بني هاشم .. صار شعبنا اليوم يقف مباشرة في مواجهة خصمه الابدي والوجودي ولن يتنازل عن حقه في استعادة دولته وتقرير مصيره، ولاشك أن الشعوب اطول عمرا من الطغاة واللصوص الطارئين الذين ابتدأت حروب وانتهت وهم كااجرذان في أقبية الكهوف والمجاري.
اليوم شهدنا بجلاء تأكيد الحقيقة الساطعة التي تقول أن اختباء عبدالملك طيلة السنوات عن الناس ومخاطبتهم من خلف الشاشات هو خوفه وجبنه ورعبه من مواجهة الشعب اليمني وليس الهروب من طائرات التحالف.
اما الشعب فيعرف طريقه والمشوار مستمر وسنمضي معه لاستعادة جمهوريتنا وصنع مستقبلنا وسننشد في وجه السلالة قائلين لها ما قاله الزبيري:
فليمت من يضفي على الظالم
الطاغي رداء الجلال والقدسيه
الركوع الذليل في غير وجه
الله رجعى بنا إلى الوثنيه
وعبيد الأحجار أشرف ممن
يجعل السيف ربه ونبيه
والله مع المتقين وإن غدا لناظره قريب.