الحوثي ككارثة

الحوثي كارثة بكل المقاييس، جماعة تنشط على استنهاض العصب والغرائز، وتورطت بارتكاب الكثير مما يصنف كجرائم حرب، خصوصا في الفترة الأخيرة عندما اصبحت تمتلك زمام المبادرة في الميدان.

لكن قراءة هذه الجماعة بعيدا عن الجذور وسياق الصراع ، وشكل ممارسةالسلطة، والتحالفات التي أدرات اللعبة خلال أكثر من 4 عقود سيكون خطأا فادحا.

لا اسخف من فكرة استدعاء الجمهورية الآن في خضم منازعات وسجالات تدفع البلاد صوب الاقتتال الأهلي. أخطر من ذلك، التلفع بأسمال الدين والطوائف في صراع جماعات مستعدة لهتك كل المقدسات وجرها الى اتون الحرب، تلبية لمصالح الفاعلين فيها .

لا اعتقد ان الحوثي كجماعة مسلحة تقف اليوم في مواجهة الجمهورية، ليس لأنه لا يريد اعادة الإمامة، بل لأن الجمهورية كانت قد وئدت باكرا، حين تمكن تحالف القوى التقليدية: القبلية، الدينية، العسكرية من الإجهاز عليها واختطافها، ابتداءا من احداث اغسطس 68م.

اما الإنخراط في مؤامرة القضاء المبرم على المحاولات التحديثية للشهيد الراحل ابراهيم الحمدي والأنتقال بالبلاد الى مرحلة الدولة، ضدا على رغبة زعماء القبائل لا القبيلة، لم تكن آخر الجرائم بحق اليمن واليمنيين . عندمايشرع الناس بدراسة ظاهرة الحوثي بصورة منهجية، سيكتشفون ان الكثير من هذه النفايات التي تتصدر المشهد السياسي الآن متورطة بصورة مباشرة او غير مباشرة بصناعة الحوثي! الحوثي الذي انتشر كالفطر شجعه فراغ " جمهوري " رسخته حسابات متخلفة، وتحالفات وشبكةمصالح انهمكت في مراكمة المال الحرام والاستحواذ على مقدرات البلد طوال عقود .

سيكون مثيرا للضحك حقا إذا انهمك الإصلاح في لعبة " الجمهورية " هذه، ذلك انه سيبدو متقمصا شخص صالح في السنوات الماضية حين كان منهمكا في التخطيط لتوريث نجله بينما كان يصرخ شاحذا الهمم للدفاع عن الجمهورية! ، وما أسوأ ان تتلبس المرء شخصية من يقول انه خصم لدود ! اما محاولة إظهار علي محسن في صورة المدافع عن الجمهورية، فستكون واحدة من " الزبجات " الثقيلة التي يتوجب على الإصلاح الإقلاع عنها لأنها تفسد الصوم على الأقل!

لنسمي الأشياء كما هي عليه في الواقع : تدفع اليمن اليوم ثمن انخراط كل القوى السياسية بلا استثناء في خطة احتواء ثورة اليمنيين." ثورة " لم تكن تحلم باستبدال أفراد وارساء ذات ثقافة صالح الفاسدة، بل ببناء دولة مساواة ونظام وقانون، دولة لليمنيين جميعا،كما ينبغي ان تكون عليها الدولة، وهو مالم يحدث في أي وقت مضى من تاريخ هذا البلد المنكوب.

مقالات الكاتب