مشكلتهم مع سبتمبر

مشكلة سلالة الرجس والكهنوت مع سبتمبر قائمة ودائمة في كل الأحوال، فهو إن قامت له دولة عادوا هم أولئك المتملقين المنافقين المتمسحين على أعتاب مسئوليها. فإذا فقد سبتمبر دولته وحضوره كنفوذ حاكم عاد أكثر حضوراً في وعي جماهير الشعب ووجدانهم. إن مشكلة كهنة الغزو السلالي مع سبتمبر أنه يكتسب حضوره من غيابه - حضوره كروح وانتماء ووعي بالذات اليمانية العريقة الكريمة.

كما هناك مشكلة أخرى ذات صلة يواجهها كهنة سلالة الدجل وهي أنهم كلما سجلوا حضورهم الكريه والبغيض في واقع الشعب وحياته كلما حضر سبتمبر في وعي وإيمان شعبنا كعقيدة دفاعية مضادة وطاردة لحضورهم المقيت الممقوت.

من مزايا سبتمبر - كذلك - أنه خفيف الظل يدخل دون خسارة ولا كلفة ولا ترتيب ولا تنظيم ولا مجهود. فلا أحزاب تتبناه كحملة ممولة، ولا هو يحتاج إلى موازنة لإحيائه لأنه تعود على العطاء منذ لحظات فجره الأول. ولأنه كذلك حبيب الشعب وظل الحبيب على الحبيب خفيفٌ وحبيب.

كما يمتاز هذا السبتمبر العزيز أنه سهل على القلوب والعقول فهو لا يحتاج إلى فيلسوف ليشرحه ولا إلى مثقفين ليشعروا به. بل إنه يخامر قلوب الفلاحين والعمال والبسطاء كما يحرك وجدان الثوار والمفكرين. إنه يعطي كل قلب وعقل وضمير جرعته الكافية من الشعور بالذات والكرامة والانتماء والمحبة.

وأما عن مَسحتِهِ الأبوية الساحرة التي تنزع الغِلّ من صدور أبنائه الفرقاء المتراشقين طيلة شهور السنة.. فلا أجد لها تفسيراً سوى أنه هبة مَحبّةٍ من الله جاء على شكل ثورة لتصبح معجزةً مكتملةَ الشروط والأركان.