إبعاد الرئيس هادي والاحتفاظ بمبررات إبعاده!!

ونحن نتابع إرتفاع ترمومتر الكراهية المناطقية في الجنوب والذي دشنتها رسميا مخرجات مشاورات الرياض والتي كان آخرها اقتحام منزل أبن أبين ووكيل محافظة عدن د. رشاد شائع واختطافه خارج القانون في خطوة تؤكد أننا نعيش عصر المليشيات المناطقية المسلحة المدعومة إقليميا بكل قبحها. 

في هذا الخضم من الدلائل والمؤشرات التي تؤكد غياب الأمن وغياب الدولة واستمرار الانحدار الأمني لفت نظري خبر أقل مايطلق عليه أنه يمثل دراما هزلية تسخر من القائمين عليها أولا والمصدقين لها والمتفاعلين معها ثانيا..

هذا الخبر هو إعلان اليمن تنكيس الأعلام حدادا على رئيس دولة الإمارات وكأني بهم يريدون اقناعنا بأن العلم لم يكن مُنكّسا وأنه يرفرف عاليا منذ ثمان سنوات وأن المُستهدف بالحِداد لم يكن ميتا طوال الأعوام الماضية ولم يمت إلا بالأمس ..!!

الحقيقة أن العلم قد انتكس منذ إعلان خطة تمزيق اواصر المجتمع اليمني شمالا وجنوبا ومنذ اختطاف القرار الوطني وأن المُستهدف بالحِداد قد مات منذ أن أُنتزعت  منه صلاحياته وأُغلقت الأبواب دونه ، والخلاصة ياساده أن العلم اليمني ينتظر اليوم من يرفعه وطنيا ولايحتاح للمزيد من التنكيس وأن التعزية في الميت بعد أعوام من موته هو إحياء للألم ليس إلا !!

أنتم مطالبون اليوم إثبات أن خطوة اقتلاع الرئيس هادي عنوة لم تأتي لإرضاء منطقة ولاحزب ولاعائلة ولا فئة ولاجاءت ك عقوبة للرجل على مواقف معينة تجاه الإقليم وانفتاح شهيته تجاه السيادة اليمنية وإنما جاءت لخدمة الصالح الوطني ، وهذا لن يتم طبعا إلا بإنهاء المليشيات المناطقية والعائلية والحزبية والفئوية شمالا وجنوبا وإعلان مؤسسات الدولة.

دون تحقيق هذه الخطوات يصبح الرئيس هادي بالمنطق رئيسا مُنقلب عليه وتصبح أي خطوات تلت هذا الانقلاب باطلة دستوريا وقانونيا وبالتالي عليكم ياسادة الإعتذار للرئيس هادي واعادته للجلوس على رأس مكب القُمامة الذي مازلتم تصرون على تسميته وطن لتشرعنوا وجودكم ك حكام لهذا المكب.

الوطن ياسادة لم يكن يحتاج لتجاوز مشكلاته إبعاد هاديا واحدا والإتيان ب ثمانية هوادِ ولكنه يحتاج إلى مؤسسات دوله تعيد واجهته ك وطن وتخرجه مما هو فيه وتستعيد سيادته ، ويحتاج إلى تحييد من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء وثبتت عليهم العمالة للخارج عن المشهد احتراما لتضحيات الشعب وسنوات معاناته ، وعندما يأتي من يحقق كل ذلك يصبح من حقه تنكيس الأعلام لمن يستحق أن تُنكّس لأجله.

مقالات الكاتب