خطوات واثقة نحو مرحلة جديدة
يمضي مجلس القيادة الرئاسي بخطى واثقة ومدروسة في برنامج عمله الوطني الشامل الملامس لعمق احتياج الشعب اليمني في مرحلة عصيبة تشهدها البلاد، من خلال تبني حزمة من الحلول والإصلاحات الساعية إلى التهيئة لصناعة السلام وتوحيد رؤى ومواقف الصف الجمهوري وحلحة القضايا السياسية والأمنية والمجتمعية، وتنظيم الشؤون الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، بغية الوصول إلى تحسين معيشة الناس وحمايتهم من آثار الإختلالات التي لحقت بهم جراء تمرد مليشيا الحوثي على الشرعية الدستورية في البلاد خلال سنوات الحرب الماضية.
دعم شعبي كبير وتأييد إقليمي ودولي غير مسبوق لهذه الخطوات النوعية المعول عليها في الإنتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة، يعم فيها السلام والأمن والاستقرار والتعافي الشامل، وتتحدد فيها معالم خارطة واضحة لبناء الدولة المدنية العادلة التي تؤمن فقط بالعدالة وحقوق الإنسان والديمقراطية والعمل السياسي التعددي وقيم الحكم الرشيد الضامنة للفرص المتكافئة والتوزيع العادل للثروة والسلطة، وتنبذ ما سوى ذلك من مخلفات الرجعية والكهنوت والظلام والإرهاب والإستئثار بالسلطات والثروات والموارد.
في الوقت الذي استبشر فيه اليمنيون جميعا بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والمدنية، مباركين هذه الإنجازات الوطنية، ومتطلعين لجني ثمارها واقعا ملموسا، تأبى مليشيا الحوثي المتمردة إلا أن تكون خارج الإجماع محاولة إجهاض ذلك بخروقات مستمرة للهدنة الإنسانية والالتفاف على تنفيذ ما يخصها من استحقاقات ومتطلبات السلام خدمة لأجندة إيران الاحتلالية الطامعة والمتربصة بالبلاد والمنطقة، لكن محاولاتها البائسة سترتد عليها غضبا شعبيا عارما يجتث بنيانها من أساسه، ومحصلة الأمر لن تكون إلا في صالح المشروع الوطني بتحقق الأمن والاستقرار الدائم في أرجاء البلاد بصيغة عادلة ومكتملة تنصف التضحيات، وتلبي التطلعات إن بالسلم أو بالحرب.