مجلس الأمن وإرهاب الحوثي وسخرية الزمن!
لطالما أصر الحوثي بطريقة بشعة وقذرة على تقديم نفسه للعالم وللقوى الدولية أنه مؤهل ليكون يدا وأداة لمحاربة اليمنيين الذين كان ولازال يسميهم (الارهابيين)، لكن العالم ذاته دمغهم الليلة بالصفة ذاتها (جماعة ارهابية).
من أوقد نار الفتنة كان وقوداً لها
على الباغي تدور الدَّوائر .
في خطابها الداخلي، منذ نشأة هذه الجماعة ظلت تحاول تقديم نفسها امتدادا للسماء والوحي والسلالة والامامة وحارسا للدين ورقيبا حتى على الضمائر واتخذت من صراخها السخيف وصرختها السوقية ستارا للظهور كجماعة دينية، ومارست تحت هذه المسميات ابشع صنوف التطرف والكهنوت واللصوصية والعنصرية وجرائم الارهاب والابادة والتدمير والخراب والافساد.
لكنها في خطابها الدولي المعلن والخفي حاولت بكل استماتة تقديم ذاتها للغرب والشرق انها تصلح وكيلا ومقاولا لممارسة مهمة تسويق الشعب اليمني كله كجماعة ومجاميع ارهابية ستتولى هي محاربتهم نيابة عن الغرب والاطراف الدولية.
الحلقة الزمنية الاخيرة التي اكتمل فيها مشروع الامامة عسكريا بداية اعوام الالفية الثالثة، تزامنت مع توسع الحملة الدولية لمحاربة الارهاب التي كانت تقودها الولايات المتحدة بعد تفجيرات سبتمبر 2001، ويومها توهمت السلالة أن هذه فرصة سانحة تمنحها الحظوة.
بقي الصريع حسين الحوثي في اغلب محاضراته (الملازم) يعلن جاهزيته وعصاباته لمحاربة من اسماهم بالارهابيين نيابة عن الشرق والغرب، ومع وصول ابن سلالته ومذهبه المرجع الشيعي السيستاني الى بغداد على متن دبابة المحتل الامريكي توهم انه مؤهل لذات الدور.
لكنه لم يستطع اخفاء حقيقته طويلا، وكان من الصعوبة بمكان أن يخدع مشعوذ مران دول عظمى، في بعض محاضراته ذاتها قال الحوثي ان أسامة بن لادن - كنموذج ملهم له - ليس مؤهلا لقيادة الامة لسبب وحيد هو أنه ليس من ال البيت فقط!.
كانت السلالة تعتقد ان الارهاب وتهمة الارهاب تخص مذهبا لا فكرة او ممارسات اجرامية، وظل يتمحور خطابها الخارجي حول هذه النقطة حيث قسمت اليمنيين جميعا الى قاعدة ودواعش وارهابيين ووهابيين وتكفيريين واخونج وشهرت في وجوههم القذائف والألغام!.
لكنها بعد تمكنها من اسقاط الدولة اليمنية سقطت عنها اخر قشور الزيف والتضليل، وبدت على حقيقتها كواحدة من اخطر جماعات الجريمة والانحراف التي تهدد الامن والسلم المحلي والاقليمي والدولي، ومارست اكثر مما مارسه اسلافها الارهابيون من اجرام وظلامية وتطرف وتدمير.
أكثر من 20 عاما عاشها شعبنا في مواجهة مع الطبعة الامامية الاخيرة ليتبين بعدها للعالم أن هذه السلالة هي وكر الارهاب الاول ومصدر كل الشرور وشاهدنا العالم اليوم في مجلس الامن الدولي بإجماع كل اعضائه يتكلم عنها باعتبارها (جماعة إرهابية)، وفق مفهوم وتعريف المجتمع الدولي للإرهاب.
أما شعبنا اليمني العظيم الصابر المكافح المجاهد فهو يعرفها ويعرّفها على حقيقتها وطبيعتها الكاملة منذ أكثر من ألف عام، وتحديدا منذ دنست تراب بلادنا الطاهر أقدام وعمامة الارهابي والمجرم المؤسس يحيى الرسي ومن تعاقب من سلالته العنصرية.
الجديد اليوم ونحن نشاهد العالم يجمع بكل اقطابه ومؤسساته على توصيف القوم بما ظلوا يصفون به شعبنا طيلة سنوات واتفقت الاضداد والانداد على تسميتهم كجماعة ارهابية، هو اننا نتذكر المقولة التاريخية التي تنطبق عليهم (من سل سيف البغي قُتل به).