متى يصنّف المجتمع الدولي الحوثي منظمة إرهابية؟

يعيش العالم ضمن مناخات مختلفة وغير متوازنة، وأهدافه ومقاصده متباينة على نحو ممنهج، وأكثر من ذلك الصمت التزلفي والموقف الخاطئ من المجتمع الدولي في تصنيف الحوثي في قوائم الإرهاب، فهل هذا التردد والتجاهل من الإدارة الأميركية الحالية مجاملة لإيران من أجل كسب ودها لاتفاق جديد حول نوويها، ودورها في الصرعات والفوضى واضح، وتأجيج الصراع السياسي بين الأطراف السياسية في اليمن، وتركها تجنيد الحوثيين وتعبيء طاقاتها ومجهوداتها كي تضع الحرب أوزارها لتدمر اليمن كما فعلت في العراق وسوريا ولبنان.

إلى متى ينبغي أن نأمل من الحلفاء إنصاف الدول العربية؟ فالخيارات اليوم لا توافق المطالب، ولم تعد هذه الدول تزرع الحدائق بالثقة، التي ضعفت وتزعزعت فيها الالتزامات، ولكن ما زلنا ننتظر من الإدارة الأميركية أن تكون في مستوى المسؤولية، ولا تخذل حلفاءها.

وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، شدد على ضرورة وقوف المجتمع الدولي بحزم أمام التدخلات الإيرانية في بلاده، مبيناً عدم جدية ميليشيا الحوثي الانقلابية في الجنوح إلى السلام، محذراً من التداعيات الإنسانية الكارثية لاستمرار التصعيد العسكري الحوثي في ظل الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب من دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً.

لقد لعبت أميركا كل الأدوار، ولكنها لم تضع النهايات السعيدة لكل السيناريوهات، وآن الأوان لكشف هذه الضبابية في كل المواقف، فالغطاء المتوفر لإيران منحها الرضا والإنجاز والسيطرة بتجاهل ما تفعله حالياً من خراب في الدول العربية، فأين حدود سيادة هذه الدول، وإلى أين تصل حدود قوة الأمم المتحدة وأهدافها بموجب الميثاق، الذي يقع على عاتق مجلس الأمن من مسؤولية رئيسية لصون السلم والأمن الدوليين؟ لا شيء يهدد العالم مثل الغموض ومتابعة السير في الاتجاهات المعاكسة لأمن المجتمع الدولي واستقراره.

ومع ذلك، حينما أظهرت الجماعة اليمنية المتمردة قدرتها على شن هجمات أخرى منخفضة التقنية، بقصد إثبات أنها ما زالت تمتلك القدرة على الرد، بعد سلسلة الهزائم الكبرى الأخيرة حتى تقنع أتباعها بعدما زادت عمليات هروب المقاتلين من ساحات المعارك، وذلك دليل على ضعف موقفها فقد بدأت تقوم بأعمال انتحارية، واعتدنا سابقاً من الأمم المتحدة أنه إذا ضعف الحوثي تدخلت لتخفيف الضغط عليه.

لقد رأينا الهجمات الإرهابية الحوثية التي استهدفت منشآت النفط السعودية في عام 2019 وغيرها من الهجمات على أعيان مدنية إلى يومنا هذا. وحالياً الهجمات الإرهابية التي استهدفت مستودع وقود تابعاً لشركة بترول أبوظبي، فمن المؤكد أن هذه القدرات بمساعدة إيرانية إن لم تكن أساساً عملاً إيرانياً خالصاً وتقوم جماعة الحوثي بتبنيه، ما يشير إلى أن اليمن ساحة معركة بالوكالة.

هذه الهجمات الإرهابية لا ريب أنها شكلت انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي والإنساني، وهو أمر يتطلب موقفاً دولياً حاسماً أكبر من الإدانة والتنديد بالأعمال الإجرامية الحوثية، والمطالبة بموقف حاسم من المجتمع الدولي لوقف تصعيد الميليشيا المدعومة من إيران، ومحاسبتها، وتنفيذ مشروع «تيد كروز» الذي يدرس إعادتهم على لائحة الإرهاب، كما يجب عزل رعاة الحوثيين في إيران وغيرها في بعض الدول. ولا بد أيضاً من متابعة عبور ورصد طرق الأسلحة الإيرانية المهربة للحوثيين.

مقالات الكاتب