لن ترى الدنيا على أرضي وصيا

يدرك منتسبو المؤسستين الدفاعية والأمنية، أنهم صمام أمان للوطن، اختاروا الجندية طريقاً نضالياً، هدفهم الانتصار لكرامة وحرية الشعب والأمة، والذود عن كل المقدسات، ولا مقدس أكثر من إنسانها العظيم على طول وعرض هذه الأرض المعطاءة، ثم ترابها الطاهر، الذي يتم افتداؤه بالروح والدم. 

يهبون الدماء الغالية والعزيزة، يصلون الليل بالنهار، في مواقعهم وثكناتهم، ينازلون العدو، بإيمان وثقة، بأن على يدهم قد كتب النصر، وأن الجمهورية قد عمدت تعميداً أخيراً في قلعتها الحصينة مأرب، حيث منبت التاريخ وموطن البطولة، المحافظة التي كسرت عنجهية وغرور المليشيا وداعمتها إيران. 

ويؤمن الشعب، كل الشعب بأن هذه البطولات والتضحيات التي يسطرها الأبطال لن تذهب هدراً، بل سيكون لها نتائجها المثمرة، في وطن تسوده العدالة وتطغى عليه قيم المواطنة والتعايش، والفرص المتساوية. 

وفي ميدان التضحية والفداء، تظهر معادن الرجال، وتتعزز قيم العسكرية والجندية، وتتجسد معاني القوة والتعاضد والتشارك، فلا أثبت ولا أقوى من صحبة المتارس والخنادق، ولا أبقى من رفقاء السلاح. 

وأبطال القوات المسلحة والأمن، ورجال المقاومة الباسلة وأشاوس القبائل، يجسدون اليوم القوة الضاربة لليمن، نقول ذلك بكل فخر واعتزاز، كما نقول ونؤكد بأن المرابطين في المتارس والخنادق ومن ثم من يقف معهم ويؤازرهم، ويساند معركتهم المقدسة، هم أشرف الرجال رضعوا الوطنية من منابتها اليمنية والعروبية الأصيلة، لذا يقدسون الحق، لا يخافون لومة لائم. 

رجالٌ ساروا على نهج الأحرار، ممن تصدوا منتصف القرن الماضي للإمامة والاستبداد والاستعمار والتخلف وصنعوا حينها أعظم ثورة، فهم اليوم يتصدون لآفات السلالة والمذهبية والإرهاب المتدثر بعمامة الفقيه وولاية الإمام الغائب، التي ما أنزل الله بها من سلطان.     

تجدهم في المواقع الأمامية وفي خطوط النار، وعن أيمانها وشمائلها، يقفون كالبنيان المرصوص، يشدّ "بعضهم" بعضاً، همهم واحد، وهدفهم واحد، الانتصار لوطنهم، والعمل من أجل خلاصه من مليشيا حوثية باغية، ومشروع إيراني حاقد، وظف كل ما يملكه عسكرياً وإعلامياً وفكرياً وثقافياً من أجل دعمها ليتسنى له تنفيذ مخططاته التدميرية الخبيثة، التي فشلت وستفشل ما دام هذا الثبات والصمود والتوحد هو عنوان "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا". 

أبطال يقينهم الثابت، تطهير كل شبر من أرضهم من كل دنس ورجس، فأرضهم - حقيقة - لا تقبل الخبث، ولا تتعايش معه، بل تتخلص  منه مسرعة. 

ومنذ الأزل، عُرفت تلكم الأرض بأنها مقبرة للغزاة، تتحطم على قوة وصلابة أبنائها الشجعان كل المؤامرات، وتذوب أمام سيفها اليماني المصلت، كل الدسائس ومحاولات الضم والإلحاق، فاليماني على عهده ووعده، لا يقبل الضيم أو الوصاية، ولا يحيا حياة العبيد، شعاره الخالد منقوش على جبينه وفي شغاف قلبه "لن ترى الدنيا على أرضي وصيا".

مقالات الكاتب