خطاب إلى المجتمع الدولي

نأسف لمخالفتكم ونأسف مرة أخرى لإقلاق سطوتكم وانفرادكم بتقرير مصائر الأمم ليس لافضليتكم ولا لتقدمكم الإنساني ولا لمُثلكم العُليا واخلاقياتكم الكريمة ولكن فقط لمجرد أن الأمم الأخرى قد تولى أمرها الخونة الفاسدين والمرتزقة ، والنخاسون والإمعات عشّاق التبعية ، والمكبلون بسلاسل أفكارهم القروية والجهوية والحزبية ..

ونقولها لكم وبكل وضوح أن عبثكم لسنوات متفاوتة الإمتداد باستهداف بلدان هذه الأمم وقتلكم للإنسان ولكل مظاهر الحياة الأخرى فيها بحججكم الواهية التي تتشكل وفقا لحجم عقليات كبار الخونة في هذه الأمم والبلدان مابين محاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية وإخراج المراة من صومعة الكرامة والحشمة بحجة التحرر ، وتفضي إلى العبث بمُثل واخلاقيات وثقافات مجتمعات تلك الأمم وإعادة بلدان تلك الأمم إلى ماقبل إنجازات عشرات السنين ، كل ذلك ليس من المنطق ولا العدل أن تكون نهايته هي العودة إلى نقطة الصفر واحياء السبب الذي لاجله ذبحتم تلك الأمم إلى واجهة المشهد من جديد ..

عندما وضعتم مصالح شركاتكم العابرة للقارات على ظهور معاناة الناس في بلدان هذه الأمم ووجهتم من خلال عناصر أجهزة مخابراتكم في اوساط هذه الأمم دفة هذه المعاناة إلى حيث تريدون كنتم تذبحون هذه الأمم مرتين الأولى حين حولتم معاناتها إلى قارب لعبور مصالحكم إلى ضفاف ثروات وسيادة بلدان هذه الامم ، والثانية عندما تعودون بقرارات ظالمة لتعيدون عقارب الساعة إلى ماقبل خروج تلك الأمم ومطالبتها برفع الظلم عنها وإصلاح احوالها ..

أن عمل شواذكم ممن تسيطر عليهم أوهام القوة ولغة المصالح المتعارضة مع حق الغير في العيش الكريم والسيادة والاستقلال لن يكون مردوده السلبي حكرا على هؤلاء الشواذ فقط بل سيعم الجميع وتدفع ثمنه شعوبكم ومجتمعاتكم اليوم أو غدا فالكم الهائل من الحقد والكراهية الذي تخلفه افعالكم في أوساط الأمم التي ذاقت مرارات صلفكم وعنجهيتكم سيحرق الجميع في مجتمعاتكم دون تمييز ولو بعد حين .. 

أن دعوات الديمقراطية والحرية  والعدالة وحقوق الإنسان ونبذ العنف والكراهية التي يتقمصها خطابكم للفتك بحياة الأمم والعبث بمصائرها لايمكنها أن تتحقق بالوسائل التي تتبعونها ، فالبوارج التي تجوب المحيطات وتنتهك سيادة البلدان ، والصواريخ التي تقبع في قواعدكم مهددة بزوال الكون ، وقنابل السموم والتدمير التي تكتظ بها مخازن قواتكم ، أدوات لاتتناسب وتلك الدعوات بل أنها تتعارض معها كليا ، فادوات تحقيق تلك الدعوات تكمن في عمق مفهومها فالديمقراطية تخلق الحرية والعدل يخلق الديمقراطية ويحفظ حقوق الانسان وينبذ العنف والكراهية ..

مقالات الكاتب