قداسة معركة

يمضي اليوم شعبنا وأبناء قواته المسلحة الشجعان، في معركتهم المصرية، ضد المليشيا الحوثية الإيرانية إلى مسارها المحتوم بكل ثقة واقتدار، حاملة معها كل يوم، بل وكل دقيقة العديد من الانتصارات الكبيرة والعظيمة، في مختلف جبهات العزة والكرامة. 

وبعزيمة وإصرار يصنع الأبطال من تضحياتهم لبنات متينة وقوية لمستقبل شعب عظيم، لا ولن يقبل بغير وحدته الوطنية وشموخه وكبريائه وحريته وكرامته، كما أنهم يؤكدون أنهم سيظلون على عهدهم ووعدهم ينافحون وينازلون تلك العصابة الإجرامية، حتى قطع دابرها، وإنهاء شرها وانتزاع الحقوق التي انتهبتها وإعادتها لمستحقيها.

ويزيد من ذلك إجرام المليشيا المستمر، والذي أطلقت له العنان من أول حربها، وما زالت في سفك دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والمسنين، وهي تستهدفهم ليل نهار، قصفاً بالصواريخ الباليستية والطائرات المتفجرة، التي تطلقها على رؤوسهم في مختلف المحافظات، وإلى أراضي المملكة العربية السعودية، إمعاناً في إرهابها المهدد للأمن والمقوّض للاستقرار، وهو ما يستدعي الوقوف لها بعزم وحزم، لرد شرورها، وشرور داعمتها إيران. 

ومن هنا تكمن قداسة المعركة، التي يخوضها الأبطال الأحرار بشرف، لتعيد رسم صورة الوطني المخلص، الذي وهب نفسه فداء لأمته اليمنية والعربية، ثم الإنسانية استشعاراً بعظم المسؤولية، التي وضعها على عاتقه القدر، بأنْ سيكون على يديه القضاء على مشروع تخريبي هدّام، يتمثّل بمليشيا الإجرام والإرهاب الحوثية الإيرانية. 

ونثق بأنه مهما حشدت تلك المليشيا، أو عُظمت الخطط الإيرانية فنهايتها الاندثار أو الذوبان، بنيران يضرمها من تحت أرجلهم، وفي صدورهم ومن فوقهم هؤلاء الأبطال من منتسبي المؤسسة الدفاعية والأمنية، ومن رجالات المقاومة الشعبية وأبناء القبائل البواسل، وكل ذلك يتحقق بمساندة فاعلة وفعّالة من طيران الجو المقاتل، التابع لتحالف دعم الشرعية، بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية. 

وفي خضم هذه المعارك الممتدة على أكثر من جبهة قتالية، تتجلى معنويات وإخلاص القادة الأبطال في الميدان، كما يتضح معدن الرجال الأوفياء الأشداء، وهم ينظرون إلى الأمام ويوجهوّن بنادقهم إلى صدر العدو، الذي تمادى في حقده وغيّه وانتقامه على الشعب اليمني الحر الأبي، المتمسك بثورته وجمهوريته ووحدته، لا يلتفتون إلى كل من يحاول النيل منهم، أو من معركتهم، فهم لا يريدون سوى الانتصار أو الانتصار، أو الموت بشرف دون ذلك. 

وتشهد المعركة الوطنية المقدسة إجماعاً والتفافاً شعبياً وسياسياً ضمن مصفوفة وطنية واحدة ترى وتُجمع على أن قبح العدو الحوثي الإيراني ودمويته لن يستثني أحداً، ولن يفرق بين عدو وصديق وحليف، وأن آلة الموت التي تقبض عليها تلك المليشيا تنخر المجتمع وتشوه الهوية وتسمم عقول وعقائد الأجيال. 

إجماع حول المعركة المصيرية الفاصلة، وقد اصطف فيها أبناء الوطن إلى جانب قيادتهم الشرعية وقواتهم المسلحة، لكي تمضي بثبات، حتى تحقيق النصر المؤزر، الذي يصنعه الأبطال، ويؤمن به المخلصون التواقون للحرية والكرامة والاستقرار، أما من رضي لنفسه بأن يبقى في خانة العبيد لملالي طهران، فذاك شأنه، وعائد عليه، ولن يرحمه التاريخ ولن تقبله أرض ولا سماء. 

مقالات الكاتب