على خطى أكتوبر.. نصنع الانتصار
احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية، تكتسب أهمية كبيرة، في ظل معركة الوطن، ضد المليشيات الحوثية الإيرانية، التي تحاول مصادرة حق المواطنة ومكتسبات التحرر والتخلص من نير الكهنوت والاستعباد والاستغلال والاستعمار، ظناً منها، وهي القادمة من كهوف التخلف والجهل، ومن مستنقعات الظلامية الطائفية الفارسية، ونظام طهران الخبيث، الذي يكنّ لوطننا ضغائن التاريخ، بأنها قادرة على ذلك، ولم تعلم بأن من تحيك له الدسائس، وتشعل عليه الحروب شعب جبار، ثار على الإمامة المستبدة فهزمها، وعلى الاحتلال فطرده شر طردة.
وتتجلى الأهمية أكثر والأنظار تتجه إلى جيشنا البطل، الذي غدا في كل مترس وجبهة، يذود عن حمى الوطن، يرفع راية الجمهورية خفاقة، راية لا يعلوها شيء، سوى شرف الانتصار، خلاصاً تاماً وقاطعاً لبلادهم من شرذمة حوثية، ظنت أن بمشروعها التمزيقي السلالي، ستنقض على اليمنيين مجدداً، متحكمة بهم، لتعيد البوصلة إلى عهود الظلام والطغيان الذي بدده شعبنا الثائر الحر في سبتمبر وأكتوبر.
فالشعب اليوم يقاومها هي الأخرى أي المليشيات السلالية، يقاومها ويقاتلها بكل بسالة وتضحية وصمود، يقاومها الجيش وأحرار القبيلة اليمنية، التي لا شك أنها رضعت حريتها وشموخها من نضالات الكوكبة الأولى، التي كانت لها صولات وجولات ضد الكهنوت في صنعاء وحجة وصعدة وعمران، كما كانت لها حكاية من التضحية والفداء ضد المستعمر وأذنابه في ردفان والضالع ولحج وعدن وأبين وشبوة.
لذا بفخر واعتزاز وثبات وولاء يكون احتفالنا بـ "14 أكتوبر" الثورة الخالدة، وبعيدها الـ 58، في كل منطقة وقرية ومدينة يمنية، إلا أن الاحتفال بها في مأرب الثورة والنضال معنى آخر، أكثر قدسية، يدركه الجميع ولم لا..! وكل أنظار اليمنيين متجهة إليها، وهي تنازل تلك الفئة الباغية الضالة، تجرعها الهزيمة تلو الهزيمة، ومصممة على استئصال شأفتها وتحرير كل الأرض اليمنية منها ومن دنسها.
وما ندركه ونحن نخوض معركتنا ضد المليشيات الحوثية، مستلهمين إياه من ثورة 14 أكتوبر 1963، التي انطلقت بالتفاف شعبي واسع من أبناء اليمن شمالاً وجنوباً، لتحمل مشاعل التحرر والتخلص من مخلفات الإمامة والاستعمار، حيث وثب اليمنيون وثبة الرجل الواحد، وبكل شجاعة في صنع تاريخ ناصع للوطن، وتحقيق استقلاله الناجز، تكلل بعد تضحيات استمرت سنوات من الكفاح المسلح، ليجبروا المستعمر على الرحيل مرغماً في الـ 30 من نوفمبر 1967م.
مستذكرين تلك اللوحة الجميلة التي شكّلها اليمنيون في ذلك اليوم كتاريخ للمجد الحقيقي، مقدمين الكثير من التضحيات، وباذلين دماءهم وأموالهم ليخوضوا المعارك، ضد محتل، لم يكتف باحتلال جزء غال من بلدهم عسكرياً، بل خلق الصراعات بين أبناء الوطن الواحد، ونهب وصادر الحقوق والحريات.. لكن أصحاب الأرض والحق، دوماً هم المنتصرون، مهما طال الزمن، فلا بد أن يأتي اليوم الذي ينتفض فيه الشعب لحريته وكرامته وقد كان.
ونحن نعيش هذه الذكرى الـ 58 لثورة الاستقلال المجيد، نستذكر بطولات أولئك الأحرار، لنجدد وبكل فخر واعتزاز الاستمرار في السير على دربهم، وكما هزم آباؤنا وأجدادنا الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، لقادرون على صنع الانتصار للوطن والشعب اليوم قبل الغد، وهزيمة المشروع الإيراني المتمثل بالمليشيات الحوثية الإرهابية.