عن المعارك الأخيرة

بعد سقوط القنذع كانت جبال مديرية عين تمثل ثغرة إذ أنه لم تتمركز فيها أي قوات منذ بداية الحرب قبل سبع سنوات ، قبل أيام عبر الحوثيون منها بقوة كبيرة فتوسعت الثغرة إلى فجوة أوصلت الحوثيون إلى أطراف حريب.

في أطراف مدينة حريب بدأت المعركة ، كانت أول البنادق التي واجهت الحوثيين هي بندقية مدير المديرية ومن معه من رفاقه( الذين استشهدوا معه) ومن أبطال القوات الأمنية المرابطين في شقير الذين قاتلوا بكل شجاعة .

في ذات اللحظة كان أبطال مديرية العبدية يقاتلون بضرواة وشجاعة في عدد من المحاور القتالية وقد أذاقوا الحوثيين طعم الحرب والحرب ، ورغم أنهم بلا طرق إمداد ، وبأن لا طريق لهم سوى طريق السماء ...ولا حبال لهم سوى حبل الله المتين .

بعد يومين من المواجهات في حريب وتفعيل الحوثي لخلاياه كان لابد من أن تأوي القوات إلى ركن شديد يكون فيه الظهر بأمان ، ولا أمان إلا حينما يتكئ الظهر على بلاد مراد .

وبمجرد التراجع إلى ملعاء طوقت المليشيات الحوثية مديرية العبدية من كل الإتجاهات ، ورغم التطويق الكامل إلا أن تلك الديار يسكنها خير جند الأرض كيف لا ومنهم الشهيد القائد عبدالرب الشدادي مؤسس الجمهورية الثانية.

ومثلما كانت العبدية بحجم التحدي التاريخي ومازالت حتى اللحظة تقاتل وحيدة فإن وزارة الدفاع ورئاسة الأركان أمام تحد تاريخي يتمثل في رد الجميل لتلك الديار .

في اليومين الأخيرين دارت في جبهة ملعاء معارك ضارية وقتال عنيف انكسر فيه زخم الهجوم الحوثي، فعاد اليوم ليهاجم من جبهة علفاء لكنه لم يجد سوى النار والحديد .

في لقائنا مع عدد من القيادات الميدانية التي تقود المعارك الضارية تجدهم بثقة وغضب يقسمون على القتال حتى كسر حصار العبدية واستعادة كامل التراب اليمنية.

مقالات الكاتب