لن يطول الإرهاب
منذ أول لحظات انقلاب مليشيا التمرد والإرهاب الحوثية، بل ومنذ حروبها الأولى التي عرفت بحروب صعدة الست، وهي أي المليشيا المدعومة من إيران، تكّن الحقد وتتحين الفرص للنيل من المؤسسة العسكرية، وهو سلوك إجرامي مرتبط بها، كأي جماعة إرهابية تنتهج العنف، وتتبنى الأفكار الضالة، وتنفذ مخططات أعداء الوطن، ترى في الجيش عدوها الرئيس، كونه سيفشل ويقف حجر عثرة أمام كل مؤامراتها ومخططاتها وسيجتث مشروعها إلى غير رجعة.
وكل الاستهدافات التي تعرض لها الجيش، بعيداً عن قواعد الاشتباك، هي سلوك دأب عليه دعاة الفتنة لإدراكهم أن مشاريعهم لن تبقى، وجرائمهم لن تستمر، ما دام أبناء المؤسسة العسكرية لها بالمرصاد، كونها تتمتع بقدرات وكفاءة عالية مبنية على أسس علمية مدروسة، وولاء وطني خالص، وهو ما يقض مضجعها، ويقلقها ويقلق أعداء الوطن والمتربصين به، أياً كانوا فيسارعون للنيل منها كلما سنحت الفرصة.
وجريمة العند، التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية تأتي في هذا الإطار، ككل الجرائم السابقة، التي استهدفت فيها الجيش غدراً، سواء في مأرب أو أبين والعلم، التي استشهد فيها خيرة أبناء المؤسسة العسكرية، تعدّ جرائم غادرة وجبانة، لن تمحى من الذاكرة، ذاكرة الشعب بحق من يدافعون عن وطنهم أرضاً وإنساناً.
وفي الوقت نفسه يدرك أبناء هذه المؤسسة العظيمة، في مختلف وحداتها وتخصصاتها، أنهم يحملون أرواحهم على أكفهم، وبقناعة راسخة، وانتماؤهم لهذه المؤسسة، إلا للذود عن كل ما يهدد وطنهم وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه من كل متربص خؤون، داخلياً كان أو خارجياً، مهما كلفهم ذلك من ثمن وتضحيات، فهي في سبيل مهمتهم المقدسة، المتمثلة بتخليص شعبهم من شرور وإرهاب مليشيا الحوثي، وانقلابها الغاشم، وأنهم ماضون في ذلك.
وعلى الصعيد الميداني يسطر أبطال قواتنا المسلحة معارك خالدة، في مختلف الجبهات، ويحققون الانتصارات تلو الانتصارات، ويكبدون المليشيات الانقلابية المدعومة من إيران، الخسائر الفادحة في العتاد والأرواح، وتكلل تلك الانتصارات بإسناد ودعم شعبي كبير، وبإسهام من تحالف دعم الشرعية، بقيادة أشقائنا في المملكة العربية السعودية، وهو ما جعل المليشيا الإرهابية، تعيش في هيستيريا وجنون، فأوعز لها داعموها بتكثيف قصفها جنوباً وشمالاً، سواء على قاعدة العند، وعلى مأرب وتعز والحديدة، وعلى أراضي المملكة، بصواريخها وطائراتها المتفجرة، التي لن تغنيها عن زئير الأبطال في ميادين القتال، وسيستمرون في دحرها وهزيمتها.
ونؤكد لشعبنا ولأشقائنا أن قواتنا المسلحة صمام أمان لهذا الوطن، فهي تنازل المليشيات في مختلف الجبهات، ولن تسمح بأي حال من الأحوال أن تكون اليمن لقمة سائغة، أو منصة لتنفيذ أجندة وأعمال عدائية، تستهدف سلامة وأمن الإقليم والمنطقة، والملاحة الدولية، وأن الاستهداف المتكرر ما يزيدنا إلاّ صلابة وتماسكاً وتوحداً في سبيل الإسراع في تخليص البلاد، من هذه الفئة الباغية، المدعومة من إيران، التي لم تراع قوانين ولا مواثيق دولية ولا حرمة للدم اليمني.
كما نؤكد حقنا في الرد على عصابات ومليشيات الحوثي الإجرامية، بالطريقة والمكان المناسبين، ونحن ندرك تماماً أن صمت المجتمع الدولي عن هذه الجرائم وغيرها بحق المدنيين الأبرياء، والتي ترقى إلى جرائم حرب إبادة، يجعلها تزداد عتواً وتمرداً، ونحن على يقين ونعرف تماماً كيف نواجهها.. والرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.