انتصار طالبان الكاشف!!

هكذا يقولون عندنا !! فاليساريين باليمن يقولون أن فرح الإسلاميين يكشف أن موقفهم من انقلاب الحوثي هو فقط لأجل الخلاف الديني مع الشيعة وليس لإيمانهم بالدولة، وجزء من الإسلاميين اليمنيين يقولون أن الفرح بانتصار طالبان هو فرح بانتصار الفشل والتخلف والظلامية ومن فرح فهو لايؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان !!

والحقيقة أن الأمر لاعلاقة له بطالبان ولا بأفغانستان قدر ماهي مشاكل فكرية تعاني منها هذه التيارات وتحاول إسقاطها بمثالية وتنظير دقيق على واقع الغير بعد أن فشلوا في إدارة واقعهم ووصلوا لطرق مسدودة بسبب سياساتهم هذه ..

من عجائب القوميين العرب وتيارات اليسار وتناقضهم هو أدلجتهم للقومية، فبدلاً من أن تكون القومية العربية هي الهوية الجامعة للعرب بغض النظر عن مذاهبهم واديانهم وأيديولوجياتهم نجد أن اليسار اليمني لايفرح بانتصار أي حزب عربي يخالفه أو ينتصر لأي دولة عربية حققت اي منجز إذا كانت تخالف مساره الفكري الايديولوجي أو السياسي ..

وإن تعجب من القوميين فإن العجب من بعض تنويري الإسلاميين أعجب وأعجب في تعاطيهم مع مخالفيهم من الإسلاميين إذا حققوا أي منجز أو انتصروا لأوطانهم، إذ يرون أن منهجهم وجماعتهم هي الإسلام المثالي ولايمكن أن يأتي الانتصار للإسلام والخير للأمة الا عبر الجماعة !!

طبعاً هذا الكلام ليس مقرر لهذه التيارات اليسارية أو الإسلامية في اليمن وغيره بل بالعكس فالمقرر من الخطاب هو خلاف ذلك، ولكن هذه الممارسة وهذا الانحراف عن المنطلقات والذوبان في مماحكات الحياة والتلوث بلوثاتها نتاج عملي أكثر منه أفكار مقررة ..

نرجو من سياسيي اليمن الإهتمام بانتشال بلادنا عوضاً عن تقديم الانتقادات المريحة عن بعد لبلاد ماهي داريه عنهم وعن آرائهم وتنظيرهم ..

مقالات الكاتب