الحسم هو السلام
كعادتها مليشيا الحوثي الإرهابية لا تستخدم مفردة السلام ومرادفاتها، إلا حين تتوالى على خدها الصفعات، وتستشعر على وقعها قرب السقوط المريع، الذي لا شك ستناله مهما خدمتها بعض الظروف والمكايدات السياسية في الداخل، وتباين رؤى دول المجتمع الدولي لما يعتمل على الساحة الوطنية.
انتصارات البيضاء التي أصابت قيادات المليشيا بالهذيان، وقبلها ثبات مأرب وابتلاع جبهاتها لكل حشود المليشيا، أنطقت كرها هذه العصابة لمصطلح (السلام) الذي لطالما رفضته واقعاً من خلال التصعيد على الأرض في مأرب والجوف من خلال تصريحات لبعض قياداتها تطالب المبعوثين الأممي والأمريكي بوقف إطلاق النار، زاعمة أن ما يجري في البيضاء يشكل تهديدا خطيرا لكل جهود إحلال السلام في اليمن.
والسؤال هنا: أي سلام تتحدث عنه المليشيا اليوم على وقع انتصارات ساحقة في البيضاء ومأرب والجوف وتعز، تستعيد لليمنيين كرامتهم وحقوقهم المنتهكة وتصون دماءهم المهدرة، كل يوم بسلاح إيران راعية الإرهاب الدولي؟!.
كان أحرى بالمليشيا أن تستجيب لمبادرة السلام، التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية وأيدها المجتمع الدولي برمته، وهي مبادرة ضمنت لهذه المليشيا، رغم إجرامها بحق الشعب اليمني والشعب السعودي العيش بسلام كمواطنين لهم ما لليمنيين من حقوق وعليهم ما عليهم من واجبات، إن كانت فعلاً تقيم للسلام وزناً وتنتهجه كقيمة إنسانية عليا، لا أن تقابل تلك المبادرة بالتصعيد في مختلف جبهات مأرب وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، على مدينة مأرب ومدن المملكة العربية السعودية الشقيقة.
لا سلام مع مليشيا الإرهاب الحوثية الإجرامية، فليس سوى الحسم والحسم فقط كلغة وحيدة تعيد لهذه الفئة صوابها وتكسر غرورها الذي يقتل النساء والأطفال والشيوخ صباح مساء.
الخطر الذي تشكله هذه المليشيا الإرهابية على اليمن والإقليم بل والأمة العربية قاطبة يستدعي بالضرورة العمل على إنهاء كل التباينات داخل معسكر الجمهورية ودعم كل الجبهات بلا استثناء وتحريكها صوب معركة الحسم والخلاص من عصابة مارقة عاثت ولا تزال فسادا وقتلا وتنكيلا بأبناء الشعب اليمني العاشق للسلام والحرية والرافض للخنوع والعبودية عبر تاريخه.
لا مناص من دعم الجبهات بكل متطلبات الحسم المنشود، كي يتحقق السلام واقعاً على أرض اليمن والإقليم، وحتى يتفرغ شعبنا في ظل الأمن والاستقرار لبلسمة الجروح الغائرة التي أحدثتها هذه الحرب التي فرضتها إيران عبر أدواتها على شعبنا العظيم.