لا قلق من تصريح المبعوث الأمريكي ليندركينغ

الاعتراف بالحوثي طرفًا "شرعيًا" كما قيل لا يقدم ولا يؤخر في توصيف انقلابه الذي سيبقى غير شرعي كما لا يحل المشكلة اليمنية لكنه يرضى أوهام الحوثي ومن يقدمه للعالم ويدخل من أعلن هذا الاعتراف في دوامة إمكانية جلب الحوثي الى السلام والتخلي عن الانقلاب وهو ما سيتبين سريعا انه مجرد وهم.

يشبه الاعتراف الامريكي بالحوثي مكوناً من المكونات اليمنية إلغاءَ تصنيفهم كجماعة إرهابية.. كلا الموقفين أخذا تحت الظن أن ذلك سوف يخفف من تطرفهم ويقنعهم بالسلام، لا الموقف الأول فعل ولا الثاني سيفعل لان المشكلة ليست موقف اليمنيين والعالم من الحوثي ولكن المشكلة هي موقف الحوثي من الجميع.

قبل الأمريكان اعترفت الشرعية والقوى السياسية عام 2011 بالحوثي كمكون رغم تمرده الطويل وتم إشراكه في الحوار الوطني والسلطة وعقدت معه اتفاقات والنتيجة أنه واصل الحرب والقتل وقام بالانقلاب وبعد الانقلاب جرى الحوار معهم بموجب القرار 2216 ولكن المحصلة هي استمراره في الحرب والدمار.

ما يريده الحوثي ليس الاعتراف به كمكون ولا حتى كشريك في الوطن ولكن الاعتراف بانقلابه وهيمنته العنصرية على اليمن وهو ما لن يمنحه اليمنيون له ولن يحصل عليه من العالم طالما والشعب اليمني يقاوم ويرفض هذا الانقلاب.

مع الأسف لا يفهم الحوثي تقديم الحوافز للقبول بالسلام.. هذه اللغة البرجماتية التي برر بها ليندركينغ تصريحه تصلح مع جماعة سياسية وليس مع جماعة دينية عقائدية إرهابية عنصرية لا تختلف في المنطلقات والممارسة عن داعش إن لم تكن أسوأ وستكشف الأيام ذلك لمن لم يكتشف بعد.

الشرعية والقوى السياسية وغالبية اليمنيين مع السلام دائما، من اختار الانقلاب والحرب هو الحوثي ولا يجب القلق من أي موقف يظن أنه سيقدم حوافز للحوثي لجلبه الى السلام.. إن نجح هذا الموقف رغم التجربة التي تجعل ذلك مستحيلًا تحقق السلام الذي ننشده وإن ثبت العكس ستتعزز الجهود لفرض السلام.

**تغريدات في تويتر

مقالات الكاتب