عن انتصار عدن .. هل كانت مقاومة ضد الشمال؟

عند تأسيس مجلس مقاومة عدن حصل خلاف حول المسمى فكان تيار السلفيين وبعض السياسيين يرون أن يكون المسمى "المقاومة الشعبية" تماشيا مع هدف الحرب ودخول التحالف داعماً للشرعية، وكان تيار من قيادات الحراك المشاركين في تأسيس المجلس مع ان يكون المسمى "المقاومة الجنوبية" ، وفي نهاية المطاف تم التوصل إلى حل توفيقي بألا يكون في المسمى لاشعبية ولاجنوبية بل يكون باسم (مجلس قيادة المقاومة في عدن)، ولعل هذا رأي يتماشى مع وجود عدة مقاومات في عدة محافظات جنوبية لم يتم التنسيق بينها بعد حتى يمكن أن ينفرد مجلس عدن بهذا المسمى مما قد يحدث بلبلة أو شقاق وقتها ..

عند إشهار المجلس الذي رأسه الأستاذ نايف البكري و نائبه الشيخ هاني بن بريك كان من أهم بنود بيان الإشهار هو إعلان دعم المجلس لشرعية الجمهورية اليمنية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي وعلى هذا سار خطاب المجلس وبياناته، كما أكد على ضرورة عودة مؤسسات الدولة وعودة الحكومة وان المقاومة لن تكون بديلاً للحكومة بل معين وداعم لها ..

بعد تحرير غالبية المحافظات الجنوبية واستقرار الأوضاع انخرط غالبية قادة انتصار عدن_ الذين سلموا من الاغتيال أو الاختطاف_ في قوات الحكومة اليمنية أو تقلدوا مناصب مدنية فيها، فنجد انهم إما في معسكرات الجيش أو ألوية العمالقة ولازالوا يعلنون ولائهم للشرعية والحكومة اليمنية ..

في خضم الحديث عن انتصار المقاومة في عدن لايمكن إغفال الأثر الذي أحدثته مسيرة الحراك الجنوبي في نفوس الناس خاصة وهم يشاهدون عدوان قادم قد يكون أسوأ مما حصل في عهد النظام السابق، ولكن هذا لايغير من حقيقة تخلي كثير من قيادات المكونات الحراكية وقتها عن واجبهم، ولن يجعل ذلك ممن دخلوا عدن بعد التحرير محررين أو منتصرين على الشمال بزعمهم خاصةً وقد انخرطوا فوراً في العمل مع شرعية الجمهورية اليمنية ..

كانت الحرب حرب ضد انقلاب الحوثي وعدوانه مع شريكه السابق عفاش على عدن ولاتزال هذه الفكرة تتجدد ويوقع عليها أكبر السياسيين تشدداً ومزايدةً في اتفاقات معلنة للجميع كما حصل في اتفاق الرياض على سبيل المثال .. 

مقالات الكاتب