حكومة جديدة أمام فوضى قديمة!!

لم أكن متفائلاً بتمكن الحكومة الجديدة من عمل شيء ذو بال اقتصادياً لأنها جاءت كمحصلة لحل سياسي نظري يفتقر في جوانبه التنفيذية إلى إرادة الوصول لحل ينهي حالة الفوضى الموجودة والعبث بمقدرات الدولة والذي بدأت منذ تحرير مدينة عدن بل وماقبل ذلك !

المسألة ليست رجماً بالغيب ولا مناكفة سياسة ولكن هي أبسط قواعد وأسس قيام الدول التي يجب توفرها والتي لم تبدأ في العاصمة المؤقتة لحد الآن !. فإذا قلنا أن المساحة والسكان موجودة يبقى العنصر الأهم وهو السلطة التي تدير هذه المساحة والجموع البشرية بداخلها، والتي من خلالها تنظم حياة الناس وتفرض السيادة على الموارد ويتم تحصيلها لصالح الدولة ..

مهما كان من أعذار فالحكومة مسئولة عن الوطن والمواطن ومن تحمل المسئولية فلايليق به إلا الإقدام إلى النهاية أو الاعتذار للشعب وعدم قبول دور المحلل لسياسات الغير .. 

 الاستغراب هو أن يقوم بالاحتجاج والنقد من يمارس إعاقة عمل الحكومة ويرفض الانضواء بمكوناته المسلحة تحت سلطة الدولة، ويفضل بقاء العاصمة المؤقتة متعددة السلطات الأمنية تتجاذبها أكثر من 8 تشكيلات مسلحة لايجمع بينها أي رابط تنفيذي أو قيادة أو غرفة عمليات فضلاً أن تقبل العمل تحت وزارة الداخلية !

ربما الحكومة تستحق النقد وأكثر منه لعلها تصحو أمام مسئوليتها، ولكن كذلك يجب إدراك أن الفوضى المنظمة المعيقة لكل شيء موجودة من قبل تشكيل الحكومة وتم رعايتها وتغذيتها بمنهجية واضحة، وتحتاج لعلاجها إلى وضوح مماثل من قبل الشرعية بمسئوليها وسياسييها وكذلك من قادة الرأي في المجتمع..

مقالات الكاتب