وزير الإنسانية

يتحلّق حوله التلاميذ إذا زارهم إلى مدرسة، قريباً من مشهد فَرَاش يحوم على زهرة، يبشُّ، يبتسم، يصافح بحرارة!

يُعد اللقاء به فضاءٌ من الأريحية والمؤانسة، بينه وبين الصباح وصلٌ حميم، مزيجٌ من نسمة وبسمة ونغمة!

ذات صباح زار مدارس في "الفيوش"، وكنتُ ومدير الخريطة المدرسية عوض حويدر معه، ثم قال نعرِّج على مصنع الطماطم، نازعهُ حنين إلى المكان، ولما اقتربنا من المبنى الذي صار أطلالاً قال لنا: "قِفا نبكي من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ"، ففاضت المشاعر!

إنه الدكتور محمد سعيد الزعوري وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، خرج من مكتب التربية والتعليم بمحافظة لحج متألقاً، بعد أن تفوّق في أداءه. أنجز وأعطى وأوفى رغم شح الإمكانات.

أجاد فنون القيادة، فزار فرّاشاً يعمل في مكتبه عندما مرض، عادهُ وواساه، وبثّ في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة الأمل، كأنه يغنّي لهم نشيد الحياة، فيغتبطون إذا وصل إلى مدرستهم!

يسأل إدارات المدارس: "هل أخذ التلاميذ وجبة البسكويت في الصباح؟".

ثم يلج "وزير الإنسانية" باب الوزارة، حيث كافأه المجلس الانتقالي الجنوبي نظير عطاءه وإنسانيته!

هو الآن يرتّب، ينسّق، يوظّب، يضع لمساته، يصنع حِراكاً في أروقة الوزارة، ينفض الملفات، ويفتح الأوراق التي توارت تحت التراب، يفك الأغلال عن الإدارات والأقسام المعطّلة، ثم هو ينجز أعماله اليومية كوزير بمهارة ومهنية عالية.

يهفو إلى كبار السن والعجزة والمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة فَيَحْبُوهم بعطفهِ ولُطفهِ وكرمه، ويشحذ الهِمَم من أجلهم لوجه الله، شكراً معالي الوزير إذْ تُسقي شجرة الوزارة نسغاً من نبع عطاءك ورحيق جهدك وكل هذا الألَق!

مقالات الكاتب