قراراتٌ لأجل الوطن
أصدر فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي يوم الجمعة الماضية عددا من القرارات الجمهورية كان في مقدمتها ومن أهمها قرار تعيين الدكتور احمد عبيد بن دغر رئيسا لمجلس الشورى ونائبيه عبدالله أبو الغيث ووحي أمان، وكذلك قراراً بتعيين الدكتور احمد صالح الموساي نائبا عاما للجمهورية.
رحّب الكثير من أبناء الوطن بهذه القرارات لأسباب كثيرة وفي مقدمتها إعادة الاعتبار لشخصية وطنية كان لها مواقف مشرفة في اثناء توليه لرئاسة الوزراء في تلك الفترة العصيبة التي شهدت محاولات استهداف للوطن في موانيه وجزره وبالتالي سيادته فوقف سدّاً منيعاً بحكمته ودهائه ولم يمكن لأصحاب تلك المشاريع التمزيقية المرور لأهدافهم والذين جعلوا منه شخصياً هدفاً ينبغي اسقاطه كما فعل اقرانهم في صنعاء مع الأستاذ محمد سالم باسندوه في العام 2014م، والشخصيتين تجمعهم (حضرموت)
وها هو اليوم يعود لرئاسة مجلس الشورى ونأمل أن يجعل منها مؤسسة ذات شأن ويكون لها دوراً إيجابيا في الحياة السياسية والتشريعية في ظل الغياب القسري لأطول مجلس نواب مُعمّر قارب العقدين من عمره،
فدعواتنا له ولزملائه بالتوفيق والسداد، وتحية لرئيس الجمهورية لاتخاذه هذه القرارات التي من شانها المساهمة في إعادة الأمل للمواطن اليمني بعودة الكفاءات والوطنيين الأحرار الذين لن يكونوا في يوم من الأيام رهينة للغير،
لكن المثير للدهشة تلك الهجمة الشرسة التي شنتها فصائل مرتهنة وأحزاب وصفت بالوطنية ولم تجد في برامجها ونظرياتها مكاناً لهموم الناس ومعاناتهم، ولم يعد لديهم هدف سوى التمكين لأفرادهم من المناصب الحكومية لا غير،
اما سيادة الوطن وحريته وكرامة مواطنيه فهي أبعد ما يكون من مجرد التفكير بها،
البلد تعيش الأزمات المتلاحقة انقلاب هناك وتمرد هنا ومليشيات مستأجرة عاثت في الأرض فساداً وقتلاً وتدميراً، فصائل تدّعي الحق الإلهي وأخرى تدّعي الحق التاريخي والوصاية وثالثة تدعي التمثيل الحصري لمحافظات بعينها،
هذا هو الحال المُعاش خرج الجميع من اتفاق الرياض بوثيقة معروفة للقاصي والداني وبحكومة حددت لفصيل الانتقالي أربع وزارات واضيفت لهم الخامسة والسادسة كهدية إضافية من رفاق التأسيس،
وفجأة أعلن رئيس فصيل الانتقالي أن هذه المشاركة ماهي الا خطوة نحو استعادة الدولة المفقودة والعلم وطابع البريد،
وصدرت القرارات الأخيرة فكثرت تصريحاتهم وبياناتهم وهجمتهم الإعلامية الشرسة في تدخل سافر لصلاحيات رئيس الجمهورية المطلوب منه بزعمهم مشاوراتهم في كل أمر او قرار يتخذه،
هل لديكم وعي بما تقولوه؟ ام انها محاولة لاكتساب تعيينات جديدة من خلال رفع الصوت العالي؟ ام ان الهدف هو التنصل من اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية من أجل نزع فتيل الأزمة بما يحقق الهدف الرئيس الذي جاء من اجله التحالف (اسقاط الانقلاب في صنعاء وإعادة الشرعية اليها) ام ان تعيين الدكتور بن دغر والدكتور الموساي اصابهم في مقتل؟
خوفاً من تفعيل مؤسسات الدولة والنيابة العامة التي ممكن ان تقوم بتفعيل دورها في كشف من أجرموا في حق الوطن بالارتهان للخارج وفي حق المواطنين بالاغتيالات والاعتقالات والاخفاء القسري والسجون السرية،
أم انها محاولات لمشاركة الرئيس في صلاحياته وافراغ مؤسسة الرئاسة من صلاحياتها وابعاد الكفاءات الوطنية عنها، لكن هيهات هيهات ان يحققوا ما يسعوا اليه، الوطن أكبر منهم والوعي المجتمعي رغم محاولات التضليل الا انه في حال أفضل مما مضى.
وفي الختام القرارات في مصلحة الوطن ونأمل أن تكون خطوة لتصحيح المسار الذي مال كثيرا.
وللأتباع المطبّلين بلا هوادة خلف شعارات التسلق على قضية الجنوب، انظروا للأسماء الثلاثة (بن دغر وأمان) اليسا جنوبيين ومن حضرموت وعدن تحديدا، وأبو الغيث من تهامة المظلومة على مدى عقود طويلة؟
أم ان هوية الجنوب مفصلة على قرى بذاتها؟!