هذا أكبر!

في يونيو من العام 2019 قدت سيارتي في طريقي من مدينة عدن إلى مدينة سيئون برفقة 3 من الشباب .

في الطريق إلى سيئون عليك أن تمر بمحافظة شبوة بجبالها وهضابها وجزء من سهلها.

عند السادسة مساء وصلنا الى مدينة عتق وصلينا المغرب في أحد المساجد هناك.

طفنا ليلتها بحثا عن فندق لائق للنوم او مطعم جيد فلم نجد .

قال لي احد المرافقين وهو من أبناء شبوة :" أرى ان نواصل سيرنا صوب سيئون فلن نجد ضالتنا هنا وهو ما حدث ، في ساعة متأخرة من الليل وصلنا الى المدينة ونزلنا بأحد فنادقها.

بت ليلتها اٌفكر في حال المحافظة الممتدة من الساحل الى الجبل التي لا يوجد فيها مكان واحد يأوي عابر طريق!.

ما اصعب ان تكون محافظة كاملة غير قادرة على توفير سكنى لائقة للمارة!

مرت الأيام والسنون وهي ليست كثيرة ، بمقدار الاعداد عام وبضع من الشهور.

قبل اشهر من اليوم زرت المدينة نفسها برفقة ذات الأشخاص الذين رافقوني في رحلتي الى سيئون .

كان المشهد مغايرا ومختلفا ،فالمدينة "عتق" ليست تلك التي زرناها قبل عام ويستطيع الشخص ان يميز ما بين عتق قبل "بن عديو" وعتق ما بعد هذا الرجل.

وفي شبوة سيدون التاريخ هكذا :

حدث في عهد بن "عديو" وولد فلانا من الناس في عهده.

وسيكتب العاشقون ذكرياتهم :" احببتها ذات يوم حينما نهضت شبوة من كبوتها.

يختلف كثيرون مع الرجل الا انهم يقرون بإنه نجح في نقل المحافظة من عالم الى آخر.

شبوة التي كان يخافها المارة باتت آمنة.

وشبوة التي كان يقول المسافرون :" شدوا همتكم لكي نتجاوز عتق باتوا يتوقون للحظة الوصول اليها.

والقصة في شبوة ليست قصة "فرد" ولكنها حكاية ما الذي يعنينه حينما تؤمن الناس بالدولة وحضورها.

اعطت شبوة درسا لليمنيين كافة:"ساعدوا أنفسكم بأنفسكم.

آمن الناس بالدولة أولا وبشبوة ثانيا ، قاد الكبار والعقلاء المشهد وتبولوا على منشورات الغوغاء.

وفي المدينة التي لا يأبه الكبار لما يقوله الصغار لا شيء يتوقف!

والدولة هي خيار الجميع ..

في عدن بدأ المشهد مقاربا خلال الفترة الماضية .

بعد 6 سنوات من تجريب كل بضاعة الثوار واحدا تلو الآخر وصلت الناس الى قناعة ألا خيار إلا برجال الدولة .

جرب الناس كل الأشكال !.

وفي معرض الثورة جي بالأثوار واحدا تلو الاخر.

قالوا للناس :" هاكم رجال الثورة الاشاوس – هذا زعيمكم هذا أكبر ..!

وتوسدت المدينة فشلا ،فالناس بحاجة الى شربة ماء ومرتب وطريق ،والثوار لا يعرفون الا الشعارات ..

اعطني الكأس وغني ..!

جيء بلملس ومؤخرا بالشعيبي مديرا للأمن، كان الخيار الأخير الهروب بما تبقى من المدينة الى أحضان من تبقى من رجال الدولة اليمنية .

نجح لملس في تحريك مدينة الثورة الراكدة .

سار الرجل ولايزال على طول حقل الغام كبير .

المدينة التي كانت تنام على اشتباك مطلقة وتصحو على  تفجير فسخ خطوبة مومس..!

المدينة التي كانت كل إنجازاتها رفع الاعلام والشعارات ولا شيء غيرها.

نجح لملس لا لشيء الا لأنه ابن الدولة ، جاء من بين ادراج المكاتب وارفف المكتبات.

لم يكن "لملس" ثوريا نزقا ولن يكون "الشعيبي" كذلك.

 وسينجح مطهر الشعيبي واثق بذلك وسيسيران على خطى "بن عديو" .

وفي كل الحكاية الدولة ولا شيء غيرها ومؤسسات الدولة ولا شيء غيرها .

وستظل القناعة راسخة بإن القادمين من الساحات الفارغة لا يصنعون وطنا ولا يبنون دولة ولا يميطون أذى عن الناس .

ومن جاء من ساحات الثورجية والرقص والطبول لن تتعدى مهاراته رقصة مهترئة.

ولو سألتهم عما تحقق لقالوا لك رفعنا العلم الأكبر والصورة الاضخم ولا شيء دون ذلك ..!

هذه البلاد تحتاج الدولة ومؤسساتها ، تحتاج أيضا ساحات ضخمة يرقص فيها الثوريون ويغنون لكن عليهم ان يتركوا البلاد تمضي في حال سبيلها.

ولهذه البلاد طريقا ستمضي عليه ولا خيار الا الدولة .

هنيئا لشبوة دولتها ورجالها وقيادتها.

وهنيئا لعدن لملس وكل رجال دولتها.

وموعدنا الدولة ولا شيء غيرها.

وأقم الصلاة!

مقالات الكاتب