لن يحيق المكر السيء إلا بأهله
ما يؤرق قوى التمرد والإرهاب والمصالح الضيقة، توحيد أبناء اليمن الميمون في ميدان الدفاع عن أمن وطنهم ووحدته واستقراره وسلامة أراضيه، والتفافهم حول قضاياهم الجمعية، وثبات إرادتهم في التخلص من مليشيا الحوثي المتمردة وتنظيمي القاعدة وداعش المدعومة جميعها من إيران فلكم حرصت هذه القوى المارقة ومنذ بدء الحرب التي ما زالت تشنها ضد اليمنيين على تحقيق أي انتصار، مراهنة على أساليبها الخبيثة في خلخلة الصف الجمهوري وإشعال الفتن والمكايدات بل وحاولت مؤخرا أن تكثف مساعيها القذرة لمنع تشكل حكومة الكفاءات السياسية بإثارة الخلافات والشبهات ومحاولة التشويش على النخب وعموم الشعب باستخدام حروب الدعاية والشائعات والتضليل، وانتهاج العنف والإرهاب من خلال الأعمال العدائية الجبانة التي لن تكون آخرها عملية الاستهداف الصاروخي الغادر لمطار عدن، أثناء وصول الحكومة، لكن الثابت الوحيد والذي لن يتغير هو أن كل هذه المكائد تعود محصلتها لصالح القوى الوطنية ويتجرع سمها وآثارها السلبية الكائدون أنفسهم، فلم تزد الصف الجمهوري إلا ثباتاً وعزيمة وتماسكاً وإصراراً، فلا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
لقد بارك الشعب اليمني، على اختلاف توجهات أبنائه وتشكيلاتهم وأطرهم، نجاح تشكيل حكومة الكفاءات السياسية، التي لم يكن لها أن تتشكل لولا إرادة صلبة تمتعت بها القيادة السياسية للبلاد ممثلة بفخامة المشير الركن عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وعزيمة صادقة تحلت بها النخب السياسية التي آثرت تجاوز التعقيدات والخلافات البينية لصالح تحقيق تطلعات الشعب وآماله، وتضحيات جسام قدمها أبطال القوات المسلحة ورجال المقاومة الأحرار
من كان لهم الدور الأكبر في إحباط مخططات المتربصين والتصدي لمكائد الحاقدين، واستئصال الأيادي الإيرانية العابثة بأمن البلاد والمنطقة والإقليم والعالم، وإن هذه الجهود الوطنية المباركة لن تتوقف إلا بالقضاء على التمرد والإرهاب وإعلاء راية الجمهورية عالية خفاقة في كل ربوع الوطن، وبناء دولة مدنية اتحادية عادلة خالية من الاستئثار والتفرد وفرض خيارات العنف وقوة السلاح.
لن يهنأ العابثون والمتربصون بممارساتهم الإجرامية بعد اليوم، فما جاءت الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن إلا لتستمر في أداء دورها النضالي حتى يتحقق النصر الناجز على مليشيا الحوثي المتمردة، وسائر التنظيمات الإرهابية المدعومة من إيران، كيف لا وقد حملت على عاتقها إنجاز خيارات الشعب وتجسيد إرادته التي لا تقبل بسوى النصر.