اليمن الجديد!

حَفِظَ الشعب اليمني بعد تنحّي صالح عن الرئاسة جُملة "اليمن الجديد"، وحَفِظَ بعد سيطرة الحوثي على العاصمة السياسية جُملة "لابُدَّ من صنعاء"!

الجُملة الأولى صَدَعَ بها إعلام ساحة الثورة التي كان فيها الحوثي، والجُملة الثانية رفعها إعلام الشرعية التي ليس فيها الحوثي!

الآن تزعم "الجماعة" في صنعاء أنها ترجمت مقولة "اليمن الجديد" إلى أفعال في مناطق سيطرتها، بينما لا تستطيع الشرعية أن تزعم أنها استعادت صنعاء من يد الانقلاب، ونحن الشعب نزعم أنه لا جديد في اليمن غير الحرب والدمار!

أما السؤال عن "اليمن الجديد" فلابد أن يُوجّه لأولئك الشباب الثائر الذين هتفوا بحرارة في شارع الستين بـ "الشعب يُريد إسقاط النظام"، وختموا بـ "ارحل"!

والسؤال عن "اليمن الجديد" تعني هذه الصيغة "أين اليمن الجديد يا شباب؟!".

والسؤال عن "لابد من صنعاء" تعني "متى الرجوع إلى صنعاء يا شرعية؟!".

قَدَر الوطن هذه المرّة أنه سينتصر من "عدن" بعد أن بدأت أولى خطوات التغيير بتعيين أحمد لملس محافظاً جديداً للمدينة الباسلة التي هزمت المشروع الحوثعفاشي من اللحظات الأولى للحرب عام 2015.

إنّ الكُرةَ الآن في ملعب المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي، فهما الصيغة الجديدة للتحرر من ربقة الانقلاب، وعلى المُخلصين في الشرعية الالتحاق بهذه الصيغة لتحقيق النصر، وإعلان استعادة الدولة عاصمةً وجمهورية.

نحن لا نُقلّل من صمود الرئيس هادي وحكومته في وجه الانقلاب ووقوفهما إلى جانب الشعب اليمني في كل مشاورات السلام، لكن رافق الأداء العسكري الحكومي كثيراً من الضعف في التصدّي للمليشيا التي أوغلت في التوسّع والانتشار حتى وصلت إلى مدينة مأرب معقل حكومة الشرعية الأخير!

إنّ عدن وحدها تستطيع أن تؤكد الآن مقولة "لابُدّ من صنعاء" من عدمها، فهي من احتضن صنعاء في 22 مايو 1990، وما كان لعلي عبد الله صالح أن يُعلن قيام الجمهورية اليمنية لو وقفت عدن ضد مشروع الإعلان هذا، فبقوّة عدن رُفِعَ عَلَم الوحدة وليس بقوة وفد صنعاء الذي كان بحاجة إلى رعاية كريمة وضيافة قديماً وحديثاً!

وحتى يعلم الجميع أن السلام لا يأتي إلّا بتضافر جهود كل الأطراف المعنيّة، فإن جماعة الحوثي تستطيع أن تتشارك - وهي قوة فعلاً على الأرض - مع الشرعية والانتقالي في كل الجهود الرامية للذهاب إلى مفاوضات الحل النهائي للأزمة اليمنية برعاية من التحالف والأمم المتحدة لوضع حد لهذا النزيف الذي أنتجته الحرب الشاملة المدمّرة على الشعب اليمني كافة شماله وجنوبه منذ ست سنوات.​

*نقلا عن صحيفة الأيام العدنية

مقالات الكاتب