حافظوا على شعرة معاوية

لا ينبغي ان تشكل التظاهرة التي نظمها الائتلاف الوطني بمدينة عتق امس دعما للحكومة الشرعية. او غيرها من الفعاليات الاخرى التي نظمتها القوى السياسية المختلفة دعما او ضدا للحكومة،  مادة للتنابذ والتخوين بين الاطراف سوا على الساحة الجنوبية بشكل خاص او اليمنية بشكل عام.. 

السياسة ميدان واسع يحق لكل طرف اللعب فيه ان كان يمتلك شيئا من ادوات ومعارف اللعب والتنافس فيه متاح للكل . وعلى هذا الكل الذي يريد النزال الى ميدان السياسة ان يتسلح بما يعينه على المنافسة لافحام خصومه وتحقيق نقاط لصالحه، بعيدا عن ( الحكولة ) او ممارسة لعب غير نظيف . وان ينأئ بنفسه من كان _ فعلا _ يريد كسب الشارع بصورة مستدامة عن اتهامات التخوين والعنصرية والمناطقية والتنابز بالالقاب،  وان كامل الحق له والاخر لاحق له.. لان تلك الادوات لاتدوم صلاحيتها.. 

الوطن للجميع.. ومبدا اللعبة السياسية من ( طلّع شرب) .

ونصيحة للشارع الجنوبي ينبغي عليه ان يدرك ان لا ينغمس خلف ساسته الكبار لان لهم حساباتهم ومصالحهم التي لايفهمها او يدركها رجل الشارع المسكين الذي يكتوي بنار الصراعات ويموت كمدا لاهثا خلف الشعارات البراقة التي ينتجها ساسة هذا الطرف او ذاك ويجنون ثمارها من عرق ودماء هؤلاء المساكين.. وينبغي ان تظل شعرة معاوية بين الكل ولا يجب قطعها مع الاخرين لاسباب واهية لا علاقة لرجل الشارع او يد له بتوجيه بوصلتها. والسياسة بحر متلاطم الامواج متغير المصالح غير ثابت. فمن تختلف معه اليوم قد يصبح صديقا وفيا غدا ومن تراه سندا ورفيقا اليوم قد يوجه لك سهام الغدر غدا.. 

لذلك عدم الشطط والذهاب في الخصومة السياسية والاختلاف الى مدى قد لاتستطيع معه العودة وتجد نفسك حينها غارقا في وهم صنعته في لحظة انفعال وتفاعل غير محسوبة النهاية.. ​​​​​​

مقالات الكاتب