واجب المرحلة
وقد أوشكت مليشيا الحوثي المتمردة على الاقتراب من نهايتها المحققة، فإن واجب الآن الذي تحتمه ظروف المرحلة الراهنة، يتطلب إذكاء روح المبادرة الوطنية الخالصة وصولا إلى توحيد الصف الجمهوري والعمل على رص الصفوف وتكامل الجهود، لاستكمال ما تبقى من المسؤوليات المرتبطة بتحرير كامل الأرض، واستعادة كافة مؤسسات الدولة وإنقاذ البلاد من مرتزقة المشروع الإيراني الكهنوتي الإمامي المتسبب بكوارث الحرب والدمار والقتل والجرائم الجسيمة التي طالت ملايين اليمنيين.
إن إرادة الجميع في هذه المرحلة المفصلية، هي من ستصنع أرضية مشتركة وصلبة لانطلاق فعل جمهوري مشترك وشامل يضع الحلول الجذرية لإنهاء مسألة التمرد والانقلاب، ويفضي إلى صناعة مشهد جديد يشكل قطيعة مع مخلفات الماضي وإرثه الثقيل كخطوة أولى نحو بناء السلام والتوافق وإعادة الوئام والتماسك المجتمعي ورسم خارطة اليمن الاتحادي الجديد.
ما نشهده اليوم هو إعلان واضح وصريح لمرتزقة إيران بأن مشروعهم الإرهابي بات في وشك الانهيار والتلاشي، ذلك ما يفسره اشتداد معاركهم البينية على خلفية صراعات النفوذ والجبايات، ولجوئهم إلى حرب الدعاية والتهويل في محاولات يائسة لتعويض خسائر الفعل العسكري وخسائر العتاد والأرواح، وانهياراتهم المتسارعة أمام ضربات أبطال القوات المسلحة مسنودين بأبناء القبائل ومقاتلات التحالف في مختلف ميادين الشرف والبطولة.
أدبر عهد الانقلاب والتمرد، ونحو صنعاء يمضي الأبطال في جبهات نهم والجوف وقانية وصرواح بشموخ لا يعرف الانكسار والتململ، واستبسال لا يشوبه كلل أو ملل، يشقون طريق النصر بسواعدهم القوية مؤمنين كامل الإيمان بأن السلام العادل الدائم لا يحققه إلا حسم عسكري شامل يقتلع بؤر الكراهية والعنف والإرهاب من جذورها، وبهذا فقط يمكننا أن نضمن استقراراً وأمنا دائمين لليمن والإقليم والعالم، فمليشيا الحوثي الإرهابية المتمردة عمدت إلى إضاعة فرص السلام المتاحة رافضة كل الخيارات السياسية والتفاوضية، وبطبيعة الحال فإن مشروعها الإرهابي التدميري لا يسمح لها بأن تجنح للسلم وأبعاد فكرها الطائفي يقودها إلى الاعتقاد بأحقيتها في الاستئثار بالسلطة والموارد واستعباد الناس لتسخيرهم في خدمتها، ومتى كانت المشاريع الطائفية والعنصرية والإرهابية جانحة لحلول السلام الدائم ومنسجمة مع الفعل السياسي المشترك القائم على التعددية والتنوع والعمل السلمي.