نحـو المجــد
في الميدان أبطال القوات المسلحة مسنودين برجال القبائل ومقاتلات التحالف يرسمون لوحة جمهورية خالصة تمثل الخيار الأوحد لمستقبل البلاد الذي لن يكون غيره، رفعت الأقلام وجفت الصحف فخطة السلام الشامل والمستدام يمضي الأبطال قدما في تنفيذها بحسم عسكري مفض إلى طي صفحات مشاريع العمالة والارتهان والارتزاق وإلى مزبلة التاريخ.
مضت عصور الإمامة الكهنوتية وألسنة الأجيال تلعنها، وذلك بفضل السواعد الجمهورية التي أشرقت بكفاحها شمس سبتمبر المجد، وها هي ذات السواعد تكتب بمداد إرادتها نهاية وشيكة للفصل الأخير من دورة حياة مليشيا الحوثي المتمردة سليلة الظلام والكهنوت، غير أن المشهد الآن وبفضل الاستفادة من دروس النضال وتجارب الماضي تغير كثيرا، فما عادت الإمامة مجددا إلا لتنتهي وإلى الأبد من تراب اليمن الطاهر، وتلك إذا كرة خاسرة ومغامرة غير محسوبة، فنهاية أذيال الإمامة آتية حتما كيف لا! وقد تكشفت خفايا ذواتهم عن حقد دفين لليمن واليمنيين ورفض مطلق للسلام والتعايش والاندماج، ونزعة عارمة نحو إعادة ماضيهم البغيض.
كأوراق الخريف تتساقط أوراق المليشيا الغارقة في وحل الحلم والوهم والأمنيات، ولكسب الوقت ليس إلا تخوض رهانا خاسرا من خلال حرب الإشاعة والتضليل بغية استجداء المقاتلين وإنجاح محاولات التحشيد وكسب الولاءات التي أضحت مؤخرا محاولات يائسة كنتيجة طبيعة لخسائر مهولة في عناصرها البشرية النافقة في جبهات القتال، وإن من لا يملك من مقومات الحرب سوى ورقة الإشاعات المفضوحة وألاعيب الزيف مع علمه اليقيني ببطلان قضيته وهشاشة إرادته تقوده هذه الممارسات إلى الخيبة والهوان وتلقي به في جحيم مستعر ونار تلظى ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة، أمام المتخلفين عن ركب الجمهورية ومواكب الزحف والتحرير فرصة تاريخية لنصرة قضيتهم العادلة وحفظ مكتسبات الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه، وأمام ذوي المواقف المتذبذبة والمرجفين والطاعنين في الظهر سبيل سالك للتخلي عن الارتزاق والعمالة والمصالح الشخصية الضيقة، كونوا حيث يتطلب منكم الموقف ويدعوكم الوطن وتحتمه ظروف المرحلة فالتاريخ لا يرحم والذاكرة الوطنية تميز الخبيث من الطيب لا تبقي ولا تذر، فسارعوا إلى طي كل ماض يقف حائلا أمام المستقبل وإلى يمن اتحادي جديد ينعم الجميع بخيراته.