حرب القبيلي على الدولة محال!
كتبت تحت هذا العنوان مقالا بعد مقتل الرئيس صالح، ملتمساً العذر لقبائل طوق صنعاء..ولاحظت مؤخراً أنه كان يتوقع من قبائل البيضاء ، في معركة ردمان، وضعاً مختلفاً، استناداً إلى خلفيات وخصوصيات تاريخية ومذهبية وما يشبه.والحقيقة فإن إخوتنا آل عواض، والقبائل في البيضاء، من البسالة والرجولة والشجاعة بمكان. وهذا لا يقلل من بسالة غيرهم في ربوع اليمن.
لكني كنت أدرك، وغيري كثيرون، أنه بدون وقوف دولة بكل ثقلها وإمكاناتها، إلى جانب من يريد مواجهة الحوثي، أو تُفرَض عليه مواجهته، فلا جدوى.ولعل الحكومة الشرعية ممثلة بقياداتها العسكرية في مارب قدمت ما هو متاح، في معركة ردمان،لكن لا بد أنه قليل وغير كاف،مقارنة بما يتوفر للحوثي الذي استحوذ على إمكانات وعتاد وجيش دولة.
الذي يلزم لتحرير البيضاء وصنعاء،وغيرها، هو جيش وطني محترف من كل ربوع اليمن وبتجهيزات كافية، وهذا قلناه من أول يوم..
ولكن، بدلا من ذلك تكونت أشكال وأنواع من المليشيات المتناثرة المتناحرة في العقائد والأجندات، وتم دعم انقلابَين في عدن،وإخراج الحكومة الشرعية منها، ويتم كل يوم التهديد والمحاولة لإسقاط سقطرى،وحضرموت وشبوة ..وهناك من يدعم ويتبنى تقسيم اليمن، من أشقائنا وأحبائنا العرب! وياله من إنجاز عروبي أخوي تاريخي، لو تحقق، لمصلحة اليمنيين والعرب وتحرير فلسطين!
والخلاصة، فإن كل ما سبق من ملاحظات أعلاه ، هي وصفة للفوضى والعبث والإحباط والهزائم لليمنيين وحلفائهم ، أما النصر على العصابة الحوثية الفاشية، فما تزال وصفته والترتيب له في علم الغيب. غير أن كل ذلك لا يقلل من بسالة وتضحيات تكوينات محدودة من الجيش الوطني، والمقاومة الوطنية في كل ربوع الوطن وفي كل وقفات العز لأبناء شعبنا، ومن ذلك ما حدث في ردمان أمس ..
وفي كل الأحوال فنحن على يقين بأن لا مستقبل للحوثية في اليمن، لكن مواجهتها تتطلب إعدادًا وترتيبا، ما يزال مُغيَّباً، ولكنه في الأخير سيأتي، بأيادي وإرادات يمنية، وبدعم الأشقاء إذا أدركوا أهمية تغيير وتطوير الإستراتيجية تجاه اليمن، بما يوحد جهود أبنائه ويحفظ وحدته وسلامة أراضيه، ومن خلال تكوين جيش وطني محترف مزود بكافة التجهيزات، والإمكانات المعنوية والمادية.
والأصل في مواجهة سلطة الحوثي، هو جيش وطني محترف يرفده الأهالي ( القبائل) إذا تطلب الأمر، وليس العكس، أي التعويل على القبائل في الأساس..ولو قًُدِّر وزحف عشرون ألف عسكري محترف بكامل العدة والعتاد، في اتجاه البيضاء، لتحررت خلال أيام،وربما خلال معركة واحدة.أما تحرير صنعاء فقد يحتاج لضعف أو ضعفي هذا العدد والعدة أو حتى أكثر، مما هو ممكن ومقدور عليه.. ولو حدث هذا لكنا في صنعاء من زمان.!