الأقلام في حرب الأحذية
منذ أيام تخوض أدوات التهريج الرخيصة حربا قذرة ضد مجموعة من الصحفيين والنشطاء وصلت حد استصدار استدعاء من النيابة في قضية اغتيال العميد الحمادي قائد اللواء 35 ، وهو سقوط مريع أن يمارس البعض ارتزاقه الرخيص بالدماء وتسويق الاتهامات بتلك الطريقة الفجة وذلك الأسلوب المهين.
عرفت الزميل الكاتب الصحافي عبدالعزيز المجيدي بعدما أثار قضية (التوريث) الملف الذي تسلق عليه كثير من هواة التسلق وسرقة جهود الآخرين، ولم اكن قد التقيت به حتى شاءت الأقدار أن نلتقي للمرة الأولى في قاعة محكمة الصحافة بصنعاء بداية العام 2010، عندما أوقفت سلطات صالح عددا من الصحف كان من بينها صحيفة النداء التي أفردتها النيابة والمحكمة بسلسلة طويلة من الاتهامات، وكنا نحن المتهمين سامي غالب- رئيس التحرير وشفيع العبد، والمجيدي وميفع عبدالرحمن وأنا.
تذكرت تلك الحادثة اليوم رغم مرور عشر سنوات عليها، لكن استدعاء النيابة للزميل المجيدي وبقية الزملاء جعلتني أتذكر ما حدث مع كثير من الإجلال للصحافي الذي أثار حقد النظام السابق كما هو الآن يثير حنق التوليفة التافهة من مخبرين وكتبة يحقدون على المجيدي وأمثاله لأنهم احتفظوا بكرامتهم في حين تجرد هؤلاء من كل ما بقي لهم في سوق النخاسة منذ وقت مبكر، تارة مع عفاش وتارة مع الحوثي واليوم مع ضباط الارتباط الإماراتي.
أتذكر نيابة صالح يا مجيدي حين وضعت اسمك قرين التحريض على الوحدة وإثارة النعرات بسبب تقريرك في النداء عن موجة من المواجهات بين القوات الحكومية وطارق الفضلي في زنجبار أبين، ومع سخافة الاتهامات حينها فإنها تبدو اليوم أكثر معقولية من اتهامات فردتي الحذاء التين تعرفهما أنت وبقية الزملاء الحاصلين على استدعاء النيابة.
ومع فارق السفاهة بين النيابتين أعلن تضامني الكامل معكم، وأشاطركم الأسف أننا اليوم نفتقد خصما شريفا يمتلك قليل من الخيال ليطلقه من الوقوع في قبو الارتهان لأوهام مريضة وحقد دفين، ولعلك تتذكر خيال وكيل النيابة في قضيتنا حينما طالب بنفينا إلى العراق او الصومال لأننا – حسب قوله- لم نقدر نعمة الأمن والاستقرار، ساعتها قال له محامينا اللبيب نبيل المحمدي: ما كان عليك أن تطلق العنان لخيالك..، لكننا اليوم يا صديقي بحاجة لذلك الخيال ونحن نراهم يغرقون في هاوية السقوط تافهين مثل جوارب انتهت صلاحيتها.
تحية لك عبدالعزيز أنت صاحب قلم نظيف يستفز بنظافته كل الملوثين من عهد صالح حتى زمن أبو راشد وأبو ماجد، ولا عزاء للمخبرين الذين يبيعون خدماتهم لأول عابر سبيل.