دع (الأيام) تغدر كل حينٍ
منذ تعرضت صحيفة الأيام لقمع السلطات الأمنية في عهد صالح، ظل نايف البكري موقفه المتضامن مع الصحيفة ورئيس تحريرها المرحوم هشام باشراحيل، وكان موقفه واضحا لا غموض فيه، وحين تشكلت أول حكومة في عهد الرئيس هادي توجه الأستاذ نايف البكري لكثير من الوزراء والمسؤولين شارحا معاناة الصحيفة نتيجة القمع والمنع والاقتحام والملاحقات والمصادرة.
ولا زلت أتذكر حديثا لنا مع الأستاذ البكري عن لقائه مع وزير الإعلام حينها الأستاذ علي العمراني، لم يكن للبكري من هم يشغله سوى صحيفة الأيام في وقت كانت الضغوط عليه كثيرة بحكم شخصيته الاعتبارية وموقعه الاجتماعي وعلاقاته الواسعة، يومها لم يغادر البكري مكتب الوزير إلا بعد ما وعد الأخير بان يعاد الاعتبار للصحيفة وملاكها، معززا ذلك باتصال هاتفي مع المرحوم هشام، وكانت تلك الجهود التي أسست لعهد جديد عاشته الأيام فيما بعد..
ولم يفاجئ البكري من يعرفوه بمواقفه النبيلة فقد ظل ذلك سلوكا يوميا يتقنه الكبار مثل نايف، نايف الذي قاد مقاومة عدن حين هرب الغالبية ابان اجتياح المليشيا الحوثية وقاد محافظة عدن يوم اختفى الجميع.. لأن تحمل المسؤولية في وقت الشدة لا يقوى عليه غير الاقوياء مثل نايف، والاوفياء مثل نايف..
اليوم كشفت صحيفة الأيام انحيازها للممول على حساب المهنة وعلى حساب رصيدها، متجاهلة أن نايف البكري كان أبرز من ساندوا الأيام حين كان الممولون أنفسهم يعيشون نعيم شهر العسل مع صالح ونظامه إذ ربطتهم علاقة غير مشروعة على حساب ميناء عدن.. وأبناء عدن وتاريخ عدن وصحافة عدن..وذلك كله كان من أجل انتعاش (جبل علي) وجيب (علي)..
تتغير مواقف الممولين فيما يظل نايف البكري أكبر من كل تلفيق غبي وفوق الاتهامات الخرقاء..
صدق الإمام الشافعي حين قال:
دع الأيام تغدر كل حين...
وقبله قال الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا..
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ