في سبيل الحرية، أبطال نهم فخرنا
لقد بلغ صمود المقاتلين وتضحياتهم وشجاعتهم في نهم عنان السماء. ثبتوا أمام زحف عدو زودته عوامل موضوعية وأخرى ذاتية، وإيران، بأسباب عديدة للقتل وشن الحروب والعبث بأمن اليمن واليمنيين، صبروا ورابطوا في معركة الشرف كما صبر ورابط أجدادهم من قبل في معارك العرب الكبرى "كالقادسية".
إذا تحدثنا عن ملاحم النضال الكبرى في تاريخ اليمن سعياً نحو الحرية والتقدم, ورفضاً لعبودية تلبست بخرافة الحق الإلاهي، فمعركتنا في نهم في الأسبوع الماضي واحدة من أهمها، إنها ملحمة كتبت بدماء الأبطال على كل صخرة من صخور الفرضة، أنها عودة لمشهد البطولة الذي طبع المقاومة منذ بدأت بطابع الوفاء للأرض والإنسان.
وإن أردنا أن نسجل وقائع النضال الوطني ضد الإمامة، ومن أجل الجمهورية وحباً في يمن كبير، يمن مايو العظيم، فمعركة نهم في مناطق الشرق اليمني أعظمها حتى الآن، خسرنا بعض مواقعنا مؤقتاً، لكننا لم نخسر الحرب، ولن نخسرها وفي صفوفنا أبطال كأبطال نهم.
عظمة أبطال الجيش وقادته أن لهم إرادة من فولاذ وعزيمة صُلبة تعانق قمم الجبال، فاصبروا فهاهم يقومون بتغيير المعادلة، يصنعون المبادرة، ويحولون الهزيمة إلى نصر، وليس لهم من الإمكانيات والدعم غير القليل من المال والعتاد، وشيئاً من الاهتمام مركزه الرئيس عبدربه منصور هادي، كان على تواصل بالجبهات وبالأشقاء، كان يصف المعركة بمعركة المصير، يحث على الصمود، ويحث على الدعم.
إن أخشى ما يخشاه المحبون لبلدهم هو أن تسجل معارك الحرية في اليمن دليلاً آخر على وهن وضعف وهوان هذه الأمة مجسداً في فشل معارك التحرير، فاليمن لم يكن ساحة صراع يمني خالص، بل ساحة صراع إقليمي، العرب كلهم كادوا أن يكونوا طرفاً فيه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، سيكون ان حدث ذلك وهن وضعف لا يتفق وحالة النهوض والبعث الجديد في الأمة المدعوم بالإيمان والحزم والأمل.