لن تنام أعين الحاقدين
تتلقى المليشيا الحوثية المتمردة والجماعات الإرهابية صفعات موجعة في مختلف المواقع والجبهات لن تكون آخرها الهزائم والانتكاسات التي تُمنى بها في جبهات نهم وهيلان والجوف والبيضاء على يد أبطال قواتنا المسلحة الميامين، فتعود لارتكاب الجرائم الإرهابية باستهداف المدن والمناطق الآهلة بالسكان والأعيان المدنية والمساجد في محاولة لإشباع غريزتها الدموية ونزعتها الانتقامية دونما مبالاة وصناعة انتصارات وهمية وواهية للتغرير على مقاتليها، وتضليل أنصارها بالأكاذيب والشائعات التي تفضحها الحقائق على الأرض التي يقف عليها الأحرار بشجاعة وثبات لا تهزه الادعاءات ولا تزعزعه الفرقعات.
الجرائم الإرهابية والممارسات الشنيعة تجعل شعبنا وقيادته الشرعية ممثلة بفخامة المشير الركن/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، وقواته المسلحة الباسلة أكثر صلابة وثباتاً في هذه المعركة المصيرية، وأكثر إصراراً على المضي قدما نحو تحقيق الأهداف المنشودة، وبذل المزيد من التضحيات الغالية لاستكمال تحرير ما تبقى من تراب الوطن وتطهير كامل الأرض من مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، ويعود اليمن حراً أبياً ويرفرف علم الجمهورية اليمنية خفاقاً على جبال عيبان ومران وشمسان ومران.
فالدماء الزكية لن تذهب هدراً على طريق التحرير ما دام الأبطال صامدون في مواقع الشرف والفداء، متسلحين بعدالة القضية ونبل الأهداف، وشرف المقصد والحق المشروع في استعادة الكرامة والحرية والشرعية والدولة مهما كلف الثمن حتى آخر قطرة من الدماء.
إن الاستهدافات المستمرة لن تُثني قادة وأبطال القوات المسلحة عن السير بثبات في طريق التحرر والبناء لرفع الظلم والمعاناة عن الشعب اليمني، وتحقيق تطلعاته في استعادة دولته وشرعيته وبناء مستقبله الواعد.. ولن تزيد شعبنا إلا يقيناً بزوال قوى الشر والإرهاب، وثقة بأن مؤسسة الوطن الدفاعية ستتجاوز كل التحديات والعراقيل باعتبارها الحارس الأمين والدرع المتين للوطن والشعب والثوابت الوطنية ومكتسبات الثورة والجمهورية.
إن جيش الوطن الذي يولد من ميدان المعارك، ويتسلح بالعقيدة الوطنية الخالصة والصادقة لا يمكن أن تقف في طريقه المؤامرات والمكائد، وقد بات يمتلك ما يؤهله لحسم المعركة وتحقيق النصر الذي يتوق إليه الشعب اليمني الذي يكتوي بالحرمان والقهر والجوع والخوف والويلات التي جلبتها مليشيا الانتقام والتطرف.
وفي هذه المعركة الوجودية تختلط دماء اليمنيين التي يسكبها الأحرار كل يوم على تراب الوطن الغالي، كما اختلطت بدماء إخوانهم وأشقائهم العرب الذين يقفون جنباً إلى جنب مع إخوانهم أبطال القوات المسلحة اليمنية في معركة المصائر الواحدة والمصالح المشتركة لصد المخططات الإيرانية ودرء التهديدات المحدقة باليمن والمنطقة وبالمصالح العالمية الحيوية، وبتر شرور المليشيا الحوثية الإرهابية التي أرادت تحويل اليمن السعيد إلى منصة للأخطار التي لا تقف عند حدود معينه.
تلك التهديدات المتداخلة لا يمكن زوالها إلا باستعادة أمن واستقرار اليمن، وهو لن يتحقق إلا باستكمال دحر مليشيا الحوثي والجماعات الإرهابية، واستعادة الشرعية ومؤسسات الدولة، وأن تعود صنعاء عروبية، وتعود صعدة يمانية، وإنهاء حالة الفوضى والعنف والملشنة.
هذه الأهداف المشتركة، تبدأ وتنتهي عند ضرورة وحتمية بناء دولة يمنية مستقرة وآمنة وموحدة، ذات سيادة تحفظ أمن البلاد وتحقق لمواطنيها الرفاه والعيش الكريم، وتستعيد الاعتبار لمكانة اليمن وموقعه الحضاري ليتربع حضوره المستحق في محيطه العربي.. وهذا المقصد الحتمي يرتكز أساساً على دعم ومساعدة اليمنيين والسلطة الشرعية على إعادة بناء مؤسسة عسكرية وأمنية قوية وقادرة على حماية الأرض، وحراسة خيارات وتطلعات الشعب والحفاظ على سلامة وسيادة البلاد، وتضمن بناء علاقات ودية وأخوية مع الجوار من واقع العمق الجيوسياسي الواحد.
نحن اليوم نحتفل بالذكرى السادسة لإعلان وثيقة مخرجات الحوار الوطني ومسودة دستور اليمن الاتحادي والدولة الاتحادية باعتبارها الخيار الأمثل والصيغة الأنسب لبناء دولة يمنية يسودها العدل والمساواة والشراكة في السلطة والثروة، تلك الوثيقة التي تمثل الإجماع الشعبي وكانت نتاجاً لأكبر تظاهرة حوارية واسعة شارك فيها أبناء الشعب بفئاتهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم المختلفة، وجاءت نتاجاً لمؤتمر الحوار الذي أفضت إليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي ضمنت انتقالاً سلمياً للسلطة وتسوية سياسية مناسبة لإنهاء الصراع والنزاع، حينها كان اليمنيون قد أوشكوا على الانتقال نحو إقرار دستور دولتهم، والمضي نحو المستقبل، الأمر الذي أثار حفيظة قوى الحقد والانتقام للخروج عن الاجماع الوطني والانقلاب على المكتسبات والتمرد على السلطة التوافقية والسطو على الدولة ومؤسساتها وإغراق الوطن في الحرب والخراب.
وفي خضم التطورات والتغيرات وانتفاخ مشاريع التقسيم والتقزيم وأحلام الماضي الإمامي والاستعماري البائد والأوهام الصغيرة التي تتخلى عن وطنيتها وهويتها اليمنية الضاربة في أعماق التاريخ، وتلهث وراء دراهم تتقافز الاطماع وتموجات الصراع، يتشبث شعبنا بالمسودة الاتحادية ويؤكد تمسكه بمشروع دولته ووحدته وجمهوريته الخالدة.. ولسوف ينتصر في هذه المعركة، ولن تنام أعين الحاقدين.