13 يناير والتصالح والتسامح

(( ما بين يناير الجرح ويناير العلاج مازلنا نؤمن أن التصالح والتسامح يجب أن يتخطى الشعارات ويطبق على الواقع ويجب أن تحكمه أهداف ، وتطلعات ، وضمانات ، واول تلك الضمانات المشاركة الوطنية الجنوبية لكل محافظات الجنوب الست في صنع مستقبل الجنوب وتمثيل قضيته  ، التدوير للمسؤولية وتجاوز ثقافة صناعة الأصنام ، تحريم توظيف خطاب التصالح والتسامح في إطار التباينات الجنوبية ، جنوب فيدرالي متحررا من الشمولية .))            

حوار على ضفاف موضوعنا السابق المعنون ب(( ردا على دعاة التنوير الإشتراكي( فاقد الشيء لايعطيه )..!  ))

دار ا الحوار مع المناضل واسير الحرب حكيم الحسني..

  مداخلة حكيم الحسني..

 كان الطرح في تحليل القضية الجنوبية جيدا في بداية التنويرات وبعدين بدأ العصيد عند تحليل الواقع اليوم وكيفية التعامل مع هذا الواقع المتشابك الغير واضح في وطنيته وانتمائه .

 وكذلك في تحليلاتك مع السلاطين وعسكر بريطانيا تطلب الحوار معهم وعدم إخراجهم واستعمال العنف معهم وكلنا يعلم أنهم يد بريطانيا المستعمرة أرضنا إلا إذا كنت ترى بريطانيا مثل دولة عفاش هذا شي آخر.

الخلط عند التنويري هو جعل حكم بريطانيا مثل دولة الوحدة وهذا فارق كبير ومنزلق خطير في التبرير لسفك الدماء.

والخلط في فكرتك أن تجعل المستعمر المحلي شريك سلمي في الحكم يعني مثل المكونات الجنوبية اليوم . وهذا خلط تنويري ثاني.

رد كاتب الموضوع عبدالكريم السعدي: 

اتفق معكم اخي وصديقي العزيز في أن التنويرات كانت جيدة في تحليل القضية الجنوبية قبل أن يغلب عليها طابع تاثر المنور بالانتماء إلى اتجاه معين ...

بالنسبة لتطرقكم إلى موضوع السلاطين والاحتلال البريطاني فأنا لم أساوي بيان الاحتلال البريطاني وموقف الشرعية اليوم من الجنوب فذاك احتلال أجنبي ، وهذا نكوص عن اتفاق شراكة وهو إتفاق الوحدة وهناك اختلاف..

 أما السلاطين وقيادات الجيش فكان بالإمكان التحاور معهم وإشراكهم في قيادة الدولة الوليدة خصوصا ان بعض المشايخ والأمراء والسلاطين وقيادات الجيش كانوا أكثر وطنية وانتماء من بعض ثوار الجبهة القومية وقاوموا بريطانيا ورفضوا الخضوع لها وضربهم طيران بريطانيا إلى مناطقهم ..

وعندما أقول أنه كان من المفروض التعاطي مع السلاطين وقيادات الجيش بإيجابية فانا استند على معطيات فرزها الواقع اليوم ..

أولى تلك المعطيات اعتراف الجبهة القومية ووريثها الحزب الاشتراكي اليمني بالأخطاء المرتكبة من قبلهم في معالجة مشاكل تلك المرحلة وتقديم اعتذاراتهم المتكررة لشخوص تلك المرحلة .. 

وثاني تلك المعطيات تأييد صاحب التنويرات وغيره من الاشتراكيين لبعض المكونات الجنوبية اليوم التي لا تختلف في سلوكها عن السلاطين آنذاك ، فالسلاطين آنذاك كانوا في مواجهة بريطانيا العظمى ومواجهة سياسات المجتمع الدولي آنذاك  وبالتالي رأوا ضرورة التعاطي معها لضرورات تفرضها تفاوتات القوة بين الطرفين ، واليوم أيضا تلك المكونات التي يميل إليها التنويري ورفاقه في الحزب الاشتراكي (فرع الطغمة ) أيضا تتعامل مع الشرعية ومع ما يسمونه الاحتلال الشمالي ، فمثلا هم يحتضنون طارق عفاش في عدن ويلتقون مع احمد علي عفاش بواسطة نظير بريطانيا والمضطلعة بدورها اليوم (الإمارات) ويخطبون ود الشرعية ويسعون إلى مشاركتها في السلطة فكيف لمن يسعى للشراكة مع من يسميه محتلا أن يقنعنا بانه انما يناضل لاستعادة ما يسميه القرار السيادي؟؟

فمن هنا ارى اننا نعيش نفس مرحلة الثورة الأولى ومكونات البعض منا تعيش نفس مشكلة السلاطين آنذاك وبالتالي علينا توخي الموضوعية في انتقاء مفردات الخطاب فيما بيننا ...

وأضيف إلى كل ذلك أنه كان من المنطق والعقل أن يتم التعاطي مع السلاطين والأمراء والمشائخ في الثورة الأولى وفقا للقانون الفلسفي ( قانون نفي النفي ) الذي يعني نفي القديم مع الاحتفاظ بالايجابي منه والمؤكد أن للسلاطين والمشائخ ايجابيات كانت تستحق الاحتفاظ بها ولكن آباءنا في الثورة الأولى وقعوا تحت تأثير تفكير اليونانيين القدماء فمحوا تجربة السلاطين والأمراء والمشائخ كليا واليوم عادوا ليرفعوا شعار الجنوب العربي !!!!!!!!

    ( كل عام والجنوب واهله في حفظ الرحمن من الكوارث السياسية والتقلبات المزاجية لأصحابها...)..،،،،

مقالات الكاتب