منصب محافظ عدن تكليف وليس مكسب

تعددت التسريبات مؤخراً حول تسمية محافظ عدن في المرحلة القادمة وتضاربت الأنباء من مؤيدي كل اسم ومعارضيه في الجنوب غير أن أبناء عدن لم يكونوا مهتمين باسم المحافظ أو توجهه السياسي قدر تطلعهم لما يمكن أن يحققه.. 

عدن منذ التحرير تشكو غياب المؤسسية في إدارة أجهزة الدولة الأمنية والمدنية وأبرز مظاهر ذلك هو الفشل الأمني والتدهور الخدمي والتسرب والعبث بموارد الدولة، ولعل أهم أسباب ذلك هو تغييب دور الحكومة وفرض الملشنة المدعومة من الخارج يقابلها عجز حكومي عن بناء هيكل حقيقي مؤسسي يفرض حضورها في أرض الواقع، مما أدى لتعدد الرؤوس والقيادات والذي أربك المشهد وعطل الحياة طوال أربع سنوات مضت.. 

بعد أربع سنوات لاتزال مشكلة المخفيين قائمة ولم تُحَل قضاياهم لنيابة أو محكمة، ولاتزال بيوت المتضررين من الحرب مهدمة وأصحابها يستأجرون مساكن بديله، ولاتزال مشاكل جرحى الحرب قائمة وبعضهم يتوفى بسبب عدم توفر العلاج المناسب، كذلك إيرادات البلديات والأسواق والنقاط لاتزال تذهب لصالح متنفذين، أما أقسام الشرطة فلاتمارس الحد الأدنى من أعمالها، لاتزال مدينة عدن عاجزة أن تكون مكاناً آمناً للدعاة والأئمة من أبنائها وأيضاً للنازحين والهاربين من بطش الحوثيين.. 

بعيداً عن التجاذبات والاستقطابات فالمحافظ الجديد لديه مهمة كبيرة تتمثل في إدارة معركة استعادة مؤسسات الدولة لعملها وضبط ايقاعها بعيدا عن التوجهات السياسية والمناطقية التي اكتوت المدينة بنارها..

نؤمل كثيراً على دور الأشقاء في توجيه المشهد في عدن نحو عودة العمل المؤسسي وأجهزة الدولة لأن ترك عدن في هذا الحال وبقاء واقع الصراع بين أقطابه لن يقود إلى حل يساهم في تحقيق الهدف الذي أنشئ التحالف لأجله..

يسجل للأشقاء جمعهم للمختلفين وتوحيدهم تحت اسم الشرعية اليمنية كما جاء في مختلف بنود اتفاق الرياض ويبقى المحك للنجاح هو أن يتم ترجمة هذا الأمر واقعاً ملموساً يعيد الأمل لمدينة عدن ولأبناء اليمن بعودة الدولة وتوحد الجميع صفاً واحداً لإنهاء الانقلاب وإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي الذي كانت عليه قبله..

مقالات الكاتب