رأيت عيدروس باحشوان في إحدى كنائس مالطا

مثل الزميل العزيز عيدروس باحشوان، رئيس تحرير صحيفة "عدن تايم"، أمام نيابة صيرة في قضية نشر يوم الأربعاء الماضي 4 ديسمبر 2019، وأفادنا الزميل باحشوان عبر "الأيام" الصادرة في نفس التاريخ المنشور بأن القضية لا تحتاج إلى النشر فهي ترى بالعين المجردة، وتزامن الخبر مع خبر نشرته "الأيام" قبل يوم من التاريخ المذكور في الصفحة الأخيرة "اغتيال صحفية يطيح برئيس وزراء مالطا".

نشرت «الأيام» تفاصيل الخبر أن الصحفية المالطية، دافني كاروانا جالينسيا، قد قُتلت لأنها كانت متخصصة في قضايا مكافحة الفساد ووجهت اتهامات يوم السبت الماضي إلى رجل أعمال تفيد مزاعم بأنه على صلة بوزراء ومسؤولين كبار..

خرج آلاف المحتجين المناوئين للحكومة إلى شوارع العاصمة طالبتها في وقت سابق من يوم الإثنين الفاتح من ديسمبر الماضي وتوجهوا من البرلمان إلى مقر المحكمة وسط المدينة وأقام المحتجون الدنيا ولم يقعدوها.

مالطا إحدى جزر البحر الأبيض المتوسط مساحتها 316 كم مربع، وساكنها في حدود خمسمائة ألف نسمة، ومتوسط العمر 81 سنة، عاصمتها فاليتا، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي لعام 2012م ثمانية مليارات و629 مليون دولار، وهو مؤشر طيب مقارنة بالمساحة والسكان الرمزيين.

حلمت بأنني أمشي في وسط العاصمة فاليتا، ورأيت عيدروس باحشوان أمام إحدى كنائس العاصمة فاليتا، وهو يهم بالدخول إلى إحدى كنائسها ومعظم السكان مسيحيون كاثوليك، ركزت على الزميل عيدروس وأنا في حالة استغراب ورصد في أحد رجال الأمن، وقطع التركيز الذي عشته للحظات وسألني بصوت عالٍ: أي خدمة يا جنتلمان؟ قلت له: أنا سائح من عدن، وعدن ومالطا كانتا مستعمرتين بريطانيتين، ونتكلم مثلكم اللغة الإنجليزية ومدنيون مثلكم، رصدتني وأنا في حالة استغراب أن أرى صديقي من عدن أمام الكنيسة، وأنتم مسيحيون كاثوليك، ونحن مسلمون سنيون.

الأمني المالطي قال: صاحبكم هذا داخل إلى الكنيسة لحضور قداس صالح الصحفية دافني التي كرست رسالتها الصحفية لمحاربة الفساد ودفعت حياتها ثمناً.

قلت له: صاحبي عيدروس باحشوان الذي رأيته الآن هو الآخر صحفي ويوظف رسالته في خدمة المواطن، ويتعرض الآن لضغوطات ليسحب نفسه وقلمه من مخاطر الكتابة عن الفساد. قال لي الأمني المالطي: صحيح أن مساحة مالطا صغيرة جداً جداً وسكانها محدودون إلا أنه مجتمع حي، الأمر الذي أجبر جوزيف موسكات، رئيس الوزراء، على موجة الغضب في البلاد، بالإعلان عن عزمه للاستقالة من زعامة حزب العمال، وأنه سيستقيل أيضاً من رئاسة الوزراء.

شكرتُ الأمني المالطي على المعلومات المقدمة لي، وقلت له: لم يحصل عندنا أن الشعب يضغط على فلان من الناس بأن يستقيل من منصبه أو أنه (أي الشعب) طالب بمحاكمة فلان أو فلتان، وأن البرلمان عندنا أيضا لا يحرك ساكناً عند ارتفاع صوت الطغيان عند تعرض منظمات المجتمع المدني للاضطهاد والقمع. وقلت له الإسلام دين العبادات والمعاملات دين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. في فترة الإدارة البريطانية لعدن كنا نعيش دولة النظام والقانون.

شكرتُ الأمني المالطي فيما تمنى هذا الأمني لي بطيب الإقامة، وأود أن أسجل شكري لصاحبك الصحفي الذي جاء يتضامن مع زميلته المالطية..


 

مقالات الكاتب