الاوس والخزرج والمؤتمر والاصلاح!؟


 قبل الاسلام كان اليهود في المدينة  يعملون بكل طاقتهم وبطرقِ عديدة  على تغذية واستمرار الصراع بين الاوس والخزرج  القبيلتين اليمنيتين  .   لكي يبقوا هم القوة المهيمنة  في يثرب . ونتيجة لذلك كانا كل من الاوس والخزرج في سباق دائم  لكسب ود اليهود ونيل دعمهم في المعارك التي كانت تحدث بينهما  من فترة الى اخرى  والتي سقط فيها المئات من الطرفين .كانت آخر  تلك المعارك  هي معركة ( بُعاث ) . ولما جاء الاسلام وهاجر  رسول الله صل الله عليه وسلم الى يثرب الّف الله بين قلوبهم عن طريق رسوله وسماهم الله با ( الانصار ) وعلى ايديهم بعد ذلك تم اخراج اليهود من المدينة وضواحيها  ثم من جزيرة العرب بالكامل . طبعا كان الاعلام يلعب دور كبير في تجديد وتاجيج الخلافات .  

فعلى الرغم  من انه لم يكن هناك في ذلك الزمن مواقع تواصل او قنوات اعلامية  تصنع العداوة وتستدعيها كما يحصل الان  . لكن  بيت الشعر الواحد من قصيدة طويلة كان كفيلا باخراج السيوف من اغمادها . في اليمن  الاصلاح والمؤتمر  دفع اليمن الثمن غاليا وما زال يدفعه حتى الان  نتيجة الخلافات  بينهما وتغذيتها من اطراف عديدة  .

بغض النظر  عمّن يتحمل الوزر الاكبر  فالامور  هنا نسبية   وحديثنا هو عن عناوين  وليس عن تفاصيل .. والشيئ الذي يجب  ان يفهمه  الجميع في اليمن   ان التحالف يعمل بكل الطرق والاساليب  لكي لا يحصل هناك توافق بين( المؤتمر  والاصلاح ). التحالف يريدهم ان يبقوا  ( اوس وخزرج ) وان لا يصبحوا ( انصار ) . لانهم ان اصبحوا انصار  فلن يستمر التحالف بالعبث في الدار .  الامور  واضحة كالشمس في رابعة النهار . فاين انتم يا اصحاب القرار ؟.

 #كمال_البعداني
5 ديسمبر 2019

 

مقالات الكاتب