الرياضة النسوية أسباب التدهور وآمال النهوض

لا شك أن التاريخ العريق للرياضة النسوية في عدن وعموم الوطن كان قمة في العطاء والازدهار وقدم لنا رائدات وبطلات في مختلف الرياضات واللاتي مثلن البلاد في محافل عربية ودولية.

هذا التاريخ المفحم لم يتوقف هنا فقط فقد كانت الأندية الرياضية تحتضن مختلف الفعاليات والرياضات والمسابقات التي تشجع الرياضة النسوية وحتى المدارس كانت محطة لبروز وظهور عدد من اللاعبات اللاتي أصبحن نجمات في سماء الرياضة.

من يرى وضع الرياضة النسوية اليوم يتحسر كثيرا خاصة من كان قريب من المشهد الرياضي ويدرك تماما الفرق بين الماضي والحاضر , فانحسار الرياضة النسوية في زوايا حصص البدنية في المدارس والتي تكاد تنعدم يعكس انحدار تاريخ الرياضة النسوية عن مساره وغياب الدور الحقيقي والفعلي له.

هناك عدد من المنعطفات التي مرت بها الرياضة النسوية من حروب وتراجع وانحسار وضعف الامكانيات والوضع السياسي للبلاد وكل الظروف الصعبة المحيطة والتي شكلت محطات لتوقف نشاط الرياضة النسوية وانهاء ذلك الزمن الجميل بكل تفاصيله.

لم تعد هناك أي رياضات خاصة للنساء ولا أي أندية رياضية تحتض فعاليات رياضية تمارسها النساء وحتى اتحاد الرياضة النسوية الذي كان في صنعاء والذي أخرج عدد من البطلات في مختلف الرياضات وكان مهيأ لهن للإبداع والتدريب والتأهيل تعرض مبناه للقصف اثناء الحرب ولم تعد فيه سوى الاطلال وأصبح خالي وانتهى معه ما تبقى من الرياضة النسوية.

ولكن مع دائما يبقى الأمل في كل شيء ونرى ذلك في محاولات وزارة الشباب والرياضة بالعودة بالنشاط النسوي خاصة في المدارس من خلال التنسيق مع مكتب التربية والتعليم والحرص على إقامة دورات تدريبية لمدرسات التربية البدنية في محافظة عدن وبعض المحفظات المجاورة من أجل تطبيق كل ما تعلموه في حصص البدنية للفتيات واشراكهن في عدد من الفعاليات والأنشطة والمسابقات التي تقام بين الحين والآخر بمختلف المدارس.

تلتها خطوة أكثر من رائعة وهي تأسيس الاتحاد الرياضي في محافظة عدن ومحافظات أخرى طور التأسيس والذي أعطى للنساء مكانه وفتح الباب لالتحاق عدد من الاعلاميات المهتمات بالجانب الرياضي في طلب عضويته والقيام بدورة تدريبيه لأكثر من 15 إعلاميه للخوض في الجانب الرياضي وتنشيطه والعمل على عودة الرياضة النسوية للواجهة.

ونأمل أن تحمل الأيام القادمة عودة حميدة للإعلام الرياضي النسوي وكذا الرياضة النسوية بشكل عام لكتابة تاريخ جديد ولكن ذلك يتطلب تظافر كل الجهود من قبل الجهات المعنية بالرياضة واعطاء المساحة الكاملة للنساء لكتابة تاريخ جديد من الابداع والتألق.