قراءة أخرى لاتفاق الرياض

لا بوادر في الأفق توحي بانفراج الازمة اليمنية ، وكل الإشارات التي أوردها بعض من الكتاب عنها ما هي إلا تكهنات يجافيها صواب المنطق ومشهد الحال ، المفتوحة حتى اللحظة لكل الاحتمالات ، ومرشحة لتأزيم جديد فيها قد تتضح معالمه في غضون الأيام القادمة .

وعادة السياسة تتخلق في المواقف والغرف المظلمة بقبحها غير المقبول ومقطوعة الأواصر بالنوايا الحسنة ولا علاقة لها بمثالية سلوك الأنبياء والأتقياء من البشر ، السياسة لعبة وصراع الأقوياء وما دونهم في حلبتها دراويش و أدوات طيعة لتنفيذ اجندتها القذرة .

ويمكن لنا و بمفهوم سياسي معين التمادي في القنوط من امكانية اتاحة الفرص الضرورية لنجاح اتفاق الرياض في ظل التراجع الملحوظ فيها و تقلصيها كل يوم وبصورة ترسخ الاعتقاد الفعلي باننا نقف على عتبات مرحلة جديدة من الازمة ونذرها في تصاعد مستمر ولا يمكن نكرانها او غض الطرف عنها حتى وان حاولت مكائن الاعلام المختصة في هذا النوع من الصراعات ، التعتيم عليها وحقن الرأي العام بمخدراتها المعروفة في قلب الحقائق وتشويشها وتعتيمها وحجبها ان رغبت .

عوادم اتفاق الرياض انبعثت بقوة وقبل حتى مراسيم التوقيع عليه وتم مشاهدتها والتعامل مع روائحها الكريهة بريبة شديدة والتعبير الجمعي برفضها وعدم القبول بها ، مع الاقرار المبدئي باصطدام سياسة الرياض مع الموجهات الدولية للقرار السيادي لعالم صناعة الازمات وعدم اتاحت الفرص امامها لتحقيق النجاحات المامولة لها  في ادارة  ملفاتها على صعيد المنطقة وهي مؤهلة لذلك .

وتمنع القوى الخفية وبصورة ملموسة عوامل النجاح عن الرياض (الدولة لا الاتفاق ) لما لها من تبعات ايجابية تهياها للعب الدور الريادي في المنطقة وتقود زمام حلول المشكلات العاصفة بها من كل اتجاه وان كان لا يختلف اثنان على استحقاق المملكة واهليتها لهذه الصدارة العربية . 

اذا اتفاق الرياض خلق مكبل برأسه وبقدمية وتلفه غشاوة الولادة الدولية التي يصعب خروجها من شرنقتها حتى يموت بعد سنوات معلومة حددها صانعه الدولي ووضع مفتاح حياته في جيبه ولا يعلم بمكانه احد .

لذلك لن يخرج الاتفاق من الشرنقة الا الى المقبرة وان تفهم ايماءاته واشاراته من خلالها لتقضي فقط بوضع كل العراقيل الممكن امام تنفيذه ، ان لم يكن اطار مزمن لمفتاح ازمة جديدة بوادرها  تلوح بوضوح في الافق المنظور وقابلة للاشتعال في اي لحظة على ان تأخذ طابعين اولهما المفاوضات المزمعه تدشينها مطلع العام القادم في الكويت وتتواصل في عواصم اخرى وعلى غرار سابقاتها وثانيهما عسكري وقتالي قد يتزامن مع هذه المفاوضات ويستمر بعمرها المخطط له لعامين في اغلب الاحتمالات .

مقالات الكاتب