مستقبل شبوة بين السياسي والثائر ..

عاشت شبوة في خمسينيات القرن الماضي جواً سياسياً مفتوحاً أسهم في بروز عدد من الشخصيات السياسية من شبوة و التي كان لها ثقلها على امتداد الوطن سواء في صف المعارضة وأحزابها المتعددة أو في داخل أنظمة الحكم من سلطنات ومشيخات وقتها ..

 

 جاء بعد ذلك عهد الصوت الواحد الذي جرف كل مكونات المجتمع بما فيه السياسيين وحل بديلاً عنه الشعارات الثورية الواسعة التي لاتراعي المصالح ولا تقدر مآلات الأمور، فكانت النتيجة فشل تلك التجربة وتمزقها من الداخل ..

 

بعد الوحدة اليمنية لم تتمكن شبوة ولا غيرها من محافظات الجنوب من بناء حزب سياسي واحد أو إعادة إحياء الأحزاب القديمة الجنوبية المنشأ بالشكل الذي يعيد للسياسة والسياسيين دورهم المطلوب وتأثيرهم المرجو في قيادة المجتمع نحو الاستقرار وتحقيق التنمية ..

 

في أعقاب ثورة ٢٠١١ حصل نوع من التحرك الثوري وخرجت الحشود بشكل متميز ولكنها كحال باقي محافظات الجنوب أيضاً لم تفلح في ترجمة هذا الفعل الثوري الى فعل سياسي عبر مكون سياسي يستطيع أن يتعامل مع واقعه المحيط ويخرج بالمكاسب التي تحفظ للمجتمع مصالحه وتحقق للثائر أهم أهدافه ..

 

اليوم والبلاد تعيش في ظرف حرب لها امتدادها الاقليمي وخطر الفوضى وسقوط الدولة يلوح وفي ظرف أحوج مانكون فيه لوجود السياسي الرشيد الحصيف تطل علينا في هذا المشهد عقلية الثائر الاقصائي الذي يحتكر الوطن والوطنية ويحشد الشعب نحو مواجهة طواحين الهواء الموهومة في ظل وجود أعداء حقيقيين لم تجف بعدُ دماء أبناء شبوة التي سفكوها على رباها بل ووصل ضررهم حالياً لدول الجوار ..

 

في ظل هذه الظروف شبوة وغيرها بحاجة لبلورة صوت سياسي متزن يدرك المآلات والعواقب وينطلق في خطابه من خلال واقعه ومعطياته ليتجه بها نحو الاستقرار والسلم المجتمعي، والتركيز على نقاط الاجتماع التي تؤدي لتحقيق المصالح ودعم تنمية المحافظة وليس باتجاه تعزيز الاختلاف والتنافر وتصوير ان محافظة شبوة معسكرين اثنين معسكر الأخيار ومعسكر الأشرار بينما الحقيقة أن كلهم إخوة بل قد يكونوا أبناء قبيلة واحدة هنا وهناك .. فتأملوا !!

.

.

علي سعيد الأحمدي

24 يونيو  2019م

مقالات الكاتب