فشلت المؤامرة وانتصر الشعب

كانت محاولة تفجير الموقف في اليمن بتلك الصورة الإرهابية الفضيعة التي حدثت في مجمع العرضي يائسة.. وهي تدل على بشاعة وإجرام من خطط ومول ونفذ.


كان "الحقد" على الوطن الجديد الذي يتحرر الآن من نير الاستبداد ويلخص من طغيان الفرد.. هي "المؤامرة" لا نستطيع أن نحصي مفردات الكراهية التي أحاطت بها من كل مكان ونفذت إلى مسامات جلدها البشع الغليظ.


لكن تلك طريقة "الحاقدين" على الوطن، استدعت حشد تلك الطاقات من أجل ظمان النجاح، خاصة عندما يكون القتل شعار المؤامرة للقضاء على من يرى "الإرهابيون" أنهم عقبات أمام تحقيق أهدافهم الدنيئة. لكن فشلت المؤامرة وانتصر الشعب.


وبرزت ثورة 11فبراير الخالدة خلال المشهد الرهيب في "العرضي" يستأنس بها الأحرار.. إنها الثورة التي قامت كضرورة حتمية للانتصار للوطن وحرية الشعب.


تعطينا هذه "العملية الإرهابية" دليلا قويا على أن ثورة الشباب التي بدأت من ساحة التغيير في العاصمة صنعاء جاءت كحاجة ملحة لإيقاف غول المستبد الذي لن يتورع إن هو بقي في السلطة أن يقتل ويسجن وينفي من يقف أمام طموحه في تكريس نظام العائلة، الذي يراه كأنه حق إلهي لا جدال فيه!!


لقد أعطتنا هذه الحادثة الدموية شعورا هائلا بأن ثورة 11فبراير قد أحدثت زلزالا عنيفا في حياة الأسرة الحاكمة ومن والاها من الجماعات والحركات المتطرفة والعصابات الإرهابية التي لم تكن لتقوم بمثل هذه الأفعال الإجرامية في ظل حكم "العائلة" لكنها شرعت بعد سقوط نظام صالح في القتل والتدمير والتخريب والاغتيال.. كم دمر أولئك من أبراج الكهرباء وفجروا أنابيب النفط والغاز؟! "قل موتوا بغيظكم".


إن التاريخ سوف يسجل لأحزاب اللقاء المشترك مواقف في سفره الخالد، إن تلك الأحزاب التي ظلت تعارض نظام العائلة وتنشر التغيير منذ عام 2006م حتى قيام ثورة 11فبراير 2011م لم تطلق رصاصة واحده سلطة الحاكم المستبد، بل بقيت تناضل خمس سنوات بصورة سلمية وحضارية شهد بها العالم، حتى استطاعت أن تحشد كل القوى الوطنية والشعبية في الساحات والميادين لإسقاط نظام العائلة، وانتصرت، وكان لها أن تحقق حلم الشعب الذي التف من حولها وقدم الضريبة من روحه ودمه.. كما أعطتنا حادثة مجمع "العرضي" أملا عريضا كي نسير بخطى واثقة إلى الغد المشرق لأن بعض ما كنا نعتقده من "وطنية" بعض أركان النظام السابق وحضور اليمن في قلوبهم قد انتهى عند بوابة "الدفاع" بالقرب من "باب اليمن" الذي خرجوا منه إلى الأبد ولن يعودوا مهما حاولوا أن يتملقوا للوطن ويتزلفوا للرئيس هادي الذي أمعنوا في خذله والتآمر عليه والتخطيط لتصفيته "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

مقالات الكاتب