نُريد الرُبّان

أقبلت السفينة الدولية.. الشعب يصغي تماماً لصوت الحِرَاثة في الماء! 

بالضبط مثل الكتابة في البحر.. تمضي هذه المرة «المفاوضات بين الحوثي والشرعية» على متن سفينة!

قيل إن المشاورات السابقة «تيبّست» عند عتبات ستوكهولم.. بينما تغرق الآن على ضفاف البحر الأحمر!
أما المراقبون الحيارى ربما يزعُمون أنهم على موعد مع مفاوضات قادمة على متن طائرة في الهواء الطلق!

إنّهُ اليمن.. بلد «المشاورات العجيبة «.. هكذا يفسّر أتباع السيّد والشرعيون «الحكمة يمانية»!

هذا الحوثي تجربة عريقة في «الخَرْق» ..هو أيضاً «العقل الخارق» الذي ينفذ إلى هيئة الأمم، فيروِّض ما يرشح عنها من قرارات!!

«أنصار الله» كما يسمون أنفسهم، يركبون الحوار فيخرقون، ويركبون السفينة ويخرقون.. لكن لا جناح عليهم بحسب جريفيثس، لأنهم نظام مليشيا وليسوا نظام دولة!

لا ضير أن تصل السفينة مخروقة.. فالبلد أصلاً مخروقة منذ 21 سبتمبر، والشرعية أيضاً مخروقة!

إذاً فليتماسك «الجنوب» وليسد «الخرق» في سفينته إنْ وجد.. فالمشاورات جميعها تؤدي إلى «الاستقلال».. هذا ما يراه الشعب.. وإلا ما الذي تعنيه أربع سنوات من «التيه»؟!

إنها تكفي ويزيد.. لا نريدها 40 سنة، لسنا شعب بني إسرائيل.. حذارِ يا سادة!

إلا متى تنشر السفينة الجنوبية أشرعتها عند ضفاف البحر العربي بطاقم قلبهُ واحد يجري بها بلا حَرْفٍ ولا خَرق.. تسوقها رياح الجنوب تمضي واثقة لا تميلُ ولا تهتز!

أين الرُبّان الذي يلملم «الفُرقاء» ليركبون، ويثبّت المتردد أنْ «اركب معنا».. فيهتف في الجميع: «بسم الله مجراها ومرساها»؟!

لهفي على عدن الذي يغطي على ثوبها المدني «فوضى السلاح» و «شرور المخدرات».. أعيدوها لنا أولاً مدينة السلام.. التي لا نسمع فيها صوت رصاص!

دعكم من سفينة الحوثي والشرعية.. حدِّثوني الآن عن سفينة بحر التواهي.. وما أدراكم ما التواهي؟.. المكان الذي صار قديماً أقرب ما يكون حيّاً أجنبياً أوروبياً.. فقد سكنهُ أمشاج من جميع الأجناس والألوان والأوطان!

دعكم من سفينة جريفيثس وكومارت.. هُنا «steamer  point» النقطة التي ترسو عندها البواخر في «تواهينا الحبيب» الذي لا يتوه ولا يضل.. لأن ركّابه الفُطناء وغواصيه الجنوبيون النُجباء!

إنّ «التواه» في القاموس يا عالم تعني الهلاك.. لكن لمن أراد بجنوبنا السوء.. فهي مشتقة من «تاه.. يتيه»، ولَكَمْ تاه في بحرنا «الطامع»، وضل الطريق «المحتل».. فقط «أيّها الجنوبيون اتّحدوا»!!

*نقلا عن صحيفة الأيام

مقالات الكاتب