قراءة في كلمة فخامة الرئيس هادي بمناسبة ذكرى الإستقلال.. المحددات والدلالات والرسائل

وجه فخامة الرئيس هادي كلمة للشعب اليمني في الذكرى 51 للإستقلال, كعادته في كل مناسبة وطنية وكل منعطف في مسيرة استعادة بقية الوطن من مشروع الإنقلاب الحوثي الإيراني, وحوت كلمة فخامته العديد من الموجهات والمحددات والدلالات والرسائل, الواضحة والحاسمة, المزيلة لكل أنواع اللبس والتخرصات والأوهام, والتي تحدد المسار والتوجه للمرحلة القادمة, وتؤكد حرص فخامته على الدولة اليمنية الوطن والإنسان, وعلى حقوق الشعب اليمني وعدم التفريط بها أمام كل المغريات والضغوط, مما يؤكد رحمة الله باليمن وأهله أن وهب لهم قائداً حكيماً وقوياً ليقودهم في أصعب تآمر واجهه اليمن بسبب الإنقلاب الحوثي الإيراني, نوضحها بما يلي:

1- تحية السلام للشعب  الصابر ولأقاليم الوطن.

حيث بدأ فخامته بتحية تحمل دلالة لا تغيب, وموجه لمسار لا يحيد, (تحية السلام لشعب اليمن العظيم والصابر, ولكل يمني ويمنية, ولأقاليمه المختلفة, لإقليم الجند الصامد, وتهامة المنتصرة, وحضرموت التنمية, وسبأ البناء, وأزال العزيزة, وعدن المستقبل). 

2- يوم الإستقلال الدلالة والدروس.

خاطب فخامته الشعب اليمني بهذه المناسبة الغالية وهو يجري فحوصاته الإعتيادية لمكانة هذه المناسبة العظيمة ودلالاتها المختلفة, حيث أوضح فخامته بأن الشعب اليمني الثائر قال كلمته بوجه المحتل وأجبره على الرحيل وترك الأرض لأبنائها, وحدد علاقة الشعب بأرضه, وتميز هذه الأرض اليمنية, بعدم خضوعها لأي كان, وأجمل فخامته الدلالات والدروس لهذا اليوم العظيم بما يلي:

- يوم الإستقلال من الأيام المجيدة التي خلدها شعبنا اليمني.

- يوم الإستقلال نستلهم منه دروس المقاومة والإصرار والتحدي.

- أثبت الشعب اليمني  للعالم كله أن الأرض في النهاية تبقى لأبنائها مهما طال بقاء المستعمرين والمستبدين.

- هذه الأرض خلقت يمنية, وستظل كذلك حتى نهاية التاريخ، محروسة بعزائم أبنائها الصادقين وتضحيات الرجال الأوفياء.

- لن تخضع الأرض اليمنية لأي متسلط أو متكبر أو مخادع.

- لن تكون الأرض اليمنية أرضاً خصبة لملالي طهران وأدواتهم كما لم تكن قبلهم للمستعمر البريطاني.

- للحرية ثمن غالي.

- للكرامة طريق وحيد، يبدأ برفض الظلم ولا يتوقف حتى يتحقق النصر الكامل.

3- الإستقلال تأكيد الإنتصار للحاضر والوفاء لتضحيات الماضي.

حيث بين فخامته مفهوم الإستقلال في الماضي ودلالته على الحاضر بقوله (إن هذه الإنتصارات التي يحرزها أبناء الجيش الوطني والمقاومة في مختلف الجبهات و الميادين, وهذه التضحيات التي يقدمها كل أبناء شعبنا اليوم في معركتهم ضد الكهنوت والاستبداد لتؤكد أن شعبنا ما يزال وفياً للتضحيات التي قدمها الآباء في سبيل الحرية والكرامة والاستقلال).

4- قدرة وإرادة الشعب اليمني على إسقاط خرافة الماض والحاضر وهزيمة المستعمر وصنع المستقبل.

حيث أوضح فخامته هذه الميزة والملكة التي هي مكون أساسي للشعب اليمني بقوله (وإن الشعب الذي أسقط خرافة الإمامة في قوتها وهزم جحافل الاستعمار وهي في كامل عزها سيكسر الخرافة وسيصنع مستقبله).

5- اليمن الإتحادي الجديد المفهوم والمستقبل.

حيث أوضح فخامته بأن الإرادة اليمنية التي كسرت الكهنوت  وهزمت المستعمر ستبني المستقبل  الواعد في اليمن الاتحادي الجديد وحدد مفهومه بأنه ( يمن العدالة والمساواة والحرية والحكم الرشيد يمن لا يقبل الاستبداد بمنطقة أو سلالة أو تحت أي مسمى وغطاء، يمن يسقى بدماء خيرة أبناءه لأجل أن لا يكون فيه ظالم أو مظلوم).

6- رسائل ثلاث بمضامين متعددة.

أولا: الرسالة الأولى:

والتي وجهها فخامته للشعب اليمني, وحوت رسائل ومضامين عدة, أوضح فيها تداعيات الإنقلاب الذي خلف كل المعاناة والمآسي المختلفة للشعب اليمني, والجهود المبذولة لرفعها, وشكر الأشقاء لدورهم بذلك والمنظمات الإنسانية البعيدة عن ألاعيب السياسة نوضح ذلك بما يلي:

1- تحية لصمود الشعب اليمني وصبره.

حيث قال (إلى كافة أبناء الشعب اليمني الصابر والكريم من صعدة إلى المهرة، الذين يعانون اليوم من شبح الانقلاب ويرون بأعينهم العبث بمؤسسات الدولة ومواردها، أحييكم جميعاً على صمودكم وصبركم، تحية لكم على مواقفكم الشجاعة والنبيلة).

2- ادراك حجم المعاناة بسبب الإنقلاب.

حيث قال (وندرك جيداً حجم المعاناة التي تعيشونها، في وضع اقتصادي حرج وظروف معيشية قاسية, بعد أن عبثت المليشيات الانقلابية بأموال وموارد الدولة).

3- جهود رفع المعاناة والمعالجة.

حيث  أوضح فخامته ذلك بقوله (لقد بذلنا جهداً كبيراً لتلافي الوضع الاقتصادي الصعب, ووجهنا الحكومة لتبني سياسات اقتصادية عاجلة للتخفيف من آثار الوضع الاقتصادي وما سببه تدهور العملة الوطنية، والتركيز على جوانب الخدمات بصورة مكثفة، الخدمات التي تعني كل مواطن وتلامس كل بيت، وعلى الرغم من أنه قد تحققت نجاحات ملموسة، إلا أننا نوجه الحكومة لبذل المزيد من الجهود ومضاعفتها، وسنظل نتابع هذا الملف الهام الذي يمس حياة كل المواطنين).

4- شكر الأشقاء في جهود رفع المعانة.

حيث أشار فخامته لذلك بقوله (وإنني اشكر كل الجهود التي تبذل للتخفيف من معاناة المواطنين، وأتقدم بالشكر الجزيل لأشقائنا في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، واحيي الجهود الإنسانية التي يبذلها الأشقاء في الكويت).

5- المنظمات الإنسانية والإستثمار في أوجاع اليمنين.

حيث أشاد فخامته بالمنظمات التي تمارس دورها الإنساني بعيدا عن سياسة استثمار معاناة اليمنيين بقوله (وأشد على أيدي المنظمات الإنسانية التي تمارس دورها الإنساني بكل جدية بعيداً عن الاعيب السياسة والاستثمار في أوجاع هذا الشعب الصابر).

ثانيا: الرسالة الثانية:

التي وجهها فخامته للشهداء والجرحى وتضمنت التحية الصادقة والرسائل والمضامين التالية:

1- تجديد العهد بالبقاء على النهج.

حيث أشار فخامته لذلك بقوله (إلى الشهداء والجرحى والمرابطين في كل جبهات العزة والكرامة، نجدد عهدنا لكم أن نبقى على نهجكم).

2- تجديد العهد بعدم خيانة الدماء والتضحيات والتفريط بالمستقبل.

حيث قال فخامته (نجدد عهدنا لكم أن نبقى على نهجكم، وان لا نخون دماءكم وتضحياتكم، ستبقى أحلامكم هي أحلامنا وسيبقى صمودكم وثباتكم هو مددنا).

3- إنتصارات أبطال الحاضر امتداد لإنتصارات أبطال الأمس وفخر المستقبل.

أوضح فخامته ذلك بقوله (فانتصارات الأبطال في كل الجبهات وعزائمهم التي تناطح الجبال هي محل فخر واعتزاز، ونحن بهذه المناسبة الخالدة نبعث إليهم كل التحايا ونقول لهم إننا مثلما نحتفل اليوم بما صنعه أبطالنا بالأمس، سيحتفل أبناؤنا في الغد بما تقدمونه من التضحيات وسيخلدكم التاريخ بكل الفخر والاعتزاز).

ثالثا: الرسالة الثالثة:

والتي وجهها للمجتمع الدولي وأحرار العالم حول السلام ومفهومه وشملت الرسائل والمضامين التالية:

1- التأكيد على الرغبة الصادقة للسلام وفق المرجعيات الثلاث.

حيث أكد فخامته ذلك بقوله (إلى المجتمع الدولي كاملا نؤكد مجددا لأحرار العالم جميعاً رغبتنا الصادقة للسلام، المستند إلى المرجعيات الثلاث التي اجمع عليها الشعب اليمني وباركها العالم اجمع، والمتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216).

2- التأكيد على التعامل بإيجابية مع جهود السلام.

حيث بين فخامته ذلك بقوله (وها نحن نعلن اليوم لكل العالم بوضوح أننا سنتعامل بإيجابية كاملة مع أي جهد يسعى لتحقيق السلام).

3- التأكيد على أن الشرعية لا تدعو للحرب وعلى العالم أن يعرف من قام بالحرب على الشرعية اليمنية ومشروعها وارتكب الجرائم في حق اليمنيين.

حيث أكد فخامته ذلك بقوله (لقد أعلناها مراراً وتكراراً، أننا لسنا دعاة للحرب، وسنظل نكررها حتى يعرف العالم كله من يرتكب الجرائم بحق شعبنا، من يدمر وينتهك، من يقتل ويلغم ويفجر).

4- التأكيد على السلام المستدام والشامل والعادل والحقيقي.

حيث أوضح فخامته لنوع السلام المنشود ومفاهيمه ومرتكزاته بقوله (ولكنه السلام المستدام والشامل والعادل، القائم على):

- سلام يعمل على استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه وإزالة كل الأسباب التي خلقت هذا الوضع .

- سلام حقيقي يعالج الأعراض وأصل الداء.

- سلام لا يقود إلى حروب أهلية وطائفية ومناطقية مأساوية.

- سلام لا يؤسس لدورات من العنف والحروب التي لا تنتهي.

- سلاماً عادلاً وشاملاً.

- سلاماً ينهي جذور المشكلة ويستأصلها من قاعها.

- سلام لا يحمل بذور تجديد الصراع وتأسيس دورات عنف قادمة.

5- التأكيد على رفض السلام الزائف أو الناقص.

حيث أكد فخامته على ذلك بقوله ( إننا نبحث بكل قوة عن السلام بل نحن أهله لأننا باختصار لسنا معتدين ولا انقلابين ولا طائفيين ولكننا لا نريد سلاماً زائفاً, لا نريد سلاماً ناقصاً ومشوهاً، بل نريد سلاماً عادلاً وشاملاً، سلاماً ينهي جذور المشكلة ويستأصلها من قاعها، سلام لا يحمل بذور تجديد الصراع وتأسيس دورات عنف قادمة).

6- التأكيد على رفض السلام الغير حقيقي.

حيث أكد فخامته على ذلك بقوله (إن السلام الذي يذهب لمعالجة الأعراض وينسى أصل الداء لن يصنع سلاماً حقيقياً).

7- التأكيد على رفض التراجع عن المرجعيات الثلاث وخطورة ذلك.

حيث أكد فخامته على ذلك بقوله (إن التراجع عن المرجعيات الثلاث لن يقود إلا إلى حروب أهلية وطائفية ومناطقية مأساوية، وسيؤسس لدورات من العنف والحروب التي لا تنتهي، وسيكتوي بنارها كافة أبناء الشعب اليمني ولن يكون الإقليم والعالم بمنأى عن تداعياتها).

8- التأكيد على رفض تلغيم المستقبل بالحروب.

حيث أكد فخامته على ذلك بقوله (فلا يمكن أن نقبل تلغيم المستقبل وتأسيس حروب لا نهاية لها بعد كل هذه التضحيات).

9- التأكيد على حق الشعب اليمني بالعيش بكرامة ورخاء.

حيث اكد فخامته على ذلك بقوله (فشعبنا يستحق إن يعيش في عزة وكرامة ورخاء، يكفيه ما قد عاناه).

10- التأكيد على رفض أن تكون اليمن مصدر تهديد للإقليم والعالم بيد إيران وأدواتها.

حيث أكد فخامته على ذلك بقوله (و لن نقبل أن تكون بلدنا مصدر تهديد للإقليم والعالم من قبل إيران وأدواتها).

11- التأكيد على تجذر الدولة اليمنية بعمق التاريخ وانها أصل العروبة والإنسانية.

حيث أوضح فخامته ذلك بقوله (وليعلم الجميع أن اليمن دولة متجذرة في عمق التأريخ وشعبه أصل للعروبة و الإنسانية).

12- التأكيد على أن كرامة اليمنيين هي الأغلى والأعز رقم فقرهم.

حيث أكد فخامته ذلك بقوله (فمهما بلغ فقرهم إلا أن كرامتهم أغلى و اعز، نعم أن كرامتنا أغلى و اعز).

مقالات الكاتب