نحنُ والإمامة!!
ليست الحرب وحدها من جاءت لنا بهذا البؤس حد البكاء، بل شق علينا من قبل طول الأسى الذي ظل يتسرب إلى النفوس منذ 55 عاماً، هي عمر الثورة التي قيل إنها طوت صفحة الإمامة!
اليوم في سياق مفاوضات السلام التي يقودها السيد مارتن جريفيثس، يبدو أن هذا المبعوث الدولي ربما لم يكترث بسقوط الجمهورية على هذا النحو الدراماتيكي عقب ما أطلقت عليه الجماعة ثورة 21 سبتمبر نكاية بيوم 26 سبتمبر الذي أطاح بالحكم الإمامي.. لكن ليس البائد!!
فقد جرى في نسق الحدث المبهر أن السيد عبد الملك الحوثي، الذي أطل برأسه من الكهف، انبرى من الوهلة الأولى يختطب في ما يسميه «الشعب اليمني العظيم» الذي أشبعه قتلاً وفقراً ومرضاَ وتجويعاً!
إنه يختطب على طريقة معلمه في الضاحية الجنوبية في الحركة والأداء.. في خفض الصوت ورفعه.. كذا سمح له الجمهوريون أن يطغى على الجميع!!
هو أيضاً تسافر إليه، في المُدد الأخيرة من زمن البحث عن الحل السلمي، وفود من أوروبا، ويستقبلها بطريقة الرجل الذي أخذ مراناً في السلوك الدبلوماسي، فيمتدحه مارتن.. ولا شك ولا ريب..!!
هذا الحوثي العميل الذي انتفش في محافظات الشمال، وغزا كل الأمكنة، وسطا على المؤسسات، وأسقط الدولة. طُرد من عدن شر «طردة» بدعم من طائرات التحالف العربي الشقيق، لأن عدن بحسب بطليموس «فرضة العرب» وليست «فرضة نهم»..!!
*نقلا عن صحيفة الأيام