بعد مرور الأيام الثلاثة

وقف الناس في عدن والجنوب بعد مرور الأيام الثلاثة العصيبة على كثير من الحقائق و الدروس المستوحاة من هذه الأحداث لعلي أتطرق الى اثنتين من تلك الحقائق الصادمة والتي يجب الوقوف أمامها بتأمل وتفكر..

الأولى .. ما حصل من انجراف عدد من النخبة التي كنا نعول عليها في قيادة الجنوب سياسياً وتنفيذياً نحو خطاب التحريض وتبرير العنف والدموية التي حصلت بين الجنوبيين ودون الوقوف حتى موقف الإدانة لما حصل من لجوء للسلاح لحل مشاكل الجنوبيين في مدينتهم وعاصمتهم التي طالما حلمت بالهدوء والابتعاد عن سيناريوهات الحروب .

الثانية .. انتقال وتوسع النزق وخطاب الكراهية الذي كان موجهاً ضد الشماليين وضد بعض الأحزاب الى الجنوبيين فيما بينهم ، في حين ظهر خطاب عقلاني يراعي المصلحة والمفسدة تجاه أطراف شمالية تنتمي لأحزاب وشخصيات سلطوية مناوئة لمشروع الجنوب .

لعله من الجدير بنا جميعاً الوقوف أمام مايعتمل ويجري في إطار المشروع الجنوبي من توهان وتخبط وانحراف عن مبادئ وأسس تم توثيقها بأيمان جماعية وبدماء طاهرة وتضحيات عظيمة كانت تصر على النهج السلمي أمام المستبد الطاغي سابقاً. 
ما أحوجنا اليوم لإعادة الاعتبار لمبادئ وقيم ثورية قام عليها الحراك الجنوبي ولأن نكرس خطاب السلمية هذه الأيام في حل مشاكلنا بعيداً عن العنف سواءً كان جسدياً بالسلاح أو معنوياً بالتخوين والتحريض. 

مقالات الكاتب