محمد قحطان.. أيقونة العمل السياسي والنضال السلمي
ارتبط اسم المناضل محمد قحطان لأكثر من عشرين سنة بالنضال السلمي والعمل السياسي كأحد أبرز مؤسسي اللقاء المشترك الذي جمع أطياف المعارضة الوطنية في تكتل واحد حمل على عاتقه مهمة مواجهة نظام صالح.
وظل قحطان رائدا من رواد التجربة الوليدة، وممثلا لحزبه التجمع اليمني للإصلاح في أغلب المواقف والمحطات،حريصا مع زملائه في بقية أحزاب اللقاء المشترك على نجاح التجربة وعلى السير في طريق العمل السياسي والوطني برؤية المشترك التي اختطها الشهيد المؤسس جار الله عمر، ومنهجية النضال السلمي المشروع لانتزاع الحقوق والحريات.
انطلقت الثورة الشعبية فكان قحطان نقطة التقاء الفعل الثوري بالعمل السياسي، وفي مؤتمر الحوار الوطني كان يمثل صوت العقل الذي يعمل جاهدا كي لا ينفرط عقد الانتقال السلمي للسلطة، وحين أسقطت مليشيات الحوثي الدولة وفي مقدمتها العاصمة صنعاء كان قحطان السياسي الأكثر صراحة في توصيف الحالة حين قال إنها "انتفاشة في طريقها للزوال"، وعندما حاصرت المليشيات نفسها رئيس الجمهورية كان قحطان نفسه يقف ضد ممثلي المليشيات وجها لوجه تعبيرا عن رفضه لسلسلة الإجراءات الرعناء التي تنسف الحوار الوطني والعملية السياسية برمتها، ومن ثم تقود البلد إلى المجهول.
كان قحطان والعمل السياسي يسيران جنبا إلى جنب، يحاور حين يستقيم الحوار، ويحذر حين تصبح العملية السياسية رهينة مزاج العصابات المسلحة، وعندما غدت الحرب خيارا وحيدا لمليشيات القتل، وبات السلاح لغة التفاهم الوحيدة، أطلقت العصابة يدها لتجهز على رمزية الفعل السياسي والنضال السلمي عبر الأستاذ محمد قحطان، لأنها تدرك أن اللغة التي يتحدث بها لابد من استئصالها، حتى لا يكون أمامها سوى لغة الحرب.. الحرب وحدها فقط.
أغلق الحوثيون وصالح السجن على محمد قحطان ليفتحوا أبواب الجحيم على اليمن واليمنيين، وحين يحاصرون قحطان فإنهم يكشفون عن موقفهم الحقيقي من الحوار والحل السياسي.
قحطان هو الرمز الأكثر تكثيفا وحضورا في مضمار النضال السلمي الواعي والعمل السياسي الناضج،وبالتالي فقد قررت عصابات الموت أن تغيبه بعيدا عن المشهد، لأن في حضوره إدانة كاملة للانقلاب.. ولم تدرك أنها وهي تسجنه تقدم الأدلة على أنها فقدت الحجة وسقطت أوراق التوت التي كانت تستر عورتها.. وكلما طال سجن قحطان كلما تعرت صورة المليشيات أكثر،لأن القيمة التي يمثلها قحطان لم تعد محصورة في شخصه ولكنها تمتد إلى فضاء الوطن الذي يقف اليوم في ملحمة تاريخية لاستعادة الدولة من العصابة التي اختطفت قحطان.. ولاشك أن المبادئ التي يمثلها قحطان ستنتصر على الانتفاشة الحوثية الحمقاء.